فى الوقت الذى لا يكف فيه الغرب عن إعطاء الدروس للدول النامية فى مجال المساواة بين الرجل والمرأة، كشفت دراسية فرنسية عن أن المرأة فى فرنسا تعانى من عدم المساواة مع الرجل، ليس فقط فى شغل المناصب العليا، لكن أيضاًَ فيما يتعلق بالرواتب. وكشف تقرير أعدته بريجيت جريزى المشرف العام لوزارة الشئون الاجتماعية، عن أن المرأة الفرنسية تحصل على راتب يقل بنسبة 27% قياساً براتب الرجل حتى لو كانت محصنة بنفس مستوى المؤهل الدراسى الحاصل عليه الرجل. كما كشفت الدراسة نفسها التى تم إرسال نسخة منها إلى وزير العمل الفرنسى كزافييه داركوس، أنه كلما ارتفع مستوى المؤهل الحاصل عليه الرجل الفرنسى كلما زاد الراتب الذى يتقاضاه عن راتب المرأة التى تحمل نفس مستوى مؤهله الدراسى. وأوضحت الدراسة، أن المرأة الفرنسية تعانى أيضاً من التمييز فى شغل المناصب العليا، فنادراً ما تتواجد المرأة على رأس الشركات الكبرى أو المؤسسات المسجلة فى البورصة. وأكدت جريزى فى دراستها، أنها طالبت وزير العمل بضرورة أن تصل نسبة السيدات فى مجالس إدارات الشركات والمؤسسات الكبرى إلى نسبة 20 فى غضون عامين على أن ترتفع إلى نسبة 40% خلال السنوات الست القادمة. وأعربت جريزى عن أسفها بعد أن تبين أن المرأة الفرنسية التى تمثل نسبة 53% من المجتمع الفرنسى مقابل 47% للرجل لا تشغل سوى نسبة 8% فقط من المناصب العليا وعضوية مجالس إدارات أكبر 500 شركة ومؤسسة فرنسية. كما كشفت الدراسة، أن المرأة الفرنسية تعانى من التمييز بإجبارها على شغل وظائف معينة، بزعم أنها وظائف تتواءم وطبيعتها مثل الصحة والإغاثة وأعمال السكرتارية وغيرها. كما تعانى المرأة الفرنسية، وفقاً لنفس الدراسة، من تمييز آخر وهو زيادة معدلات البطالة قياساً بالرجل، ففى الوقت الذى لا تزيد فيه نسبة البطالة لدى الرجال عن7.3% ترتفع لدى السيدات إلى 8.3%.