اليوم تمر الذكرى التاسعة والثمانين لميلاد الكاتب الصحفى والأديب المصرى الراحل أنيس منصور الذى توفى يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عاماً بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوى وقد اشتهر منصور بالكتابة الفلسفية عبر ما ألفه من إصدارات عديدة، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفى الأسلوب الأدبى الحديث، علاوة على تاريخ طويل من العمل فى الوسط الثقافى المصرى ككاتب وأديب، وأيضا كفيلسوف وصحفى ذى رأى وكلمة مسموعة ومقروءة. ولد أنيس محمد منصور بالدقهلية فى 18 أغسطس عام 1924، وكانت بدايته مع كتاب الله تعالى، حيث حفظ القرآن الكريم فى سن صغيرة فى كتاب القرية وكان له فى ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها فى كتابه "عاشوا فى حياتي"، عام 1943 كان منصور أول القطر المصرى فى التوجيهية وفى مسابقة الفلسفة على مستوى القطر فى نفس العام، كان الأول فى دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق منصور بقسم الفلسفة بكلية الآداب من جامعة فؤاد الأول برغبته الشخصية ليحصل على الليسانس عام 1947 مع مرتبة الشرف الأولى، عمل بعدها معيدًا بنفس القسم، وفى تلك الأثناء بدأ ممارسة الكتابة الصحفية إلى جوار التدريس الجامعى حتى عام 1955 حيث استقال حين صدر قانون نقابة الصحفيين آنذاك الذى حرم العمل فى الصحافة على غير المتفرغين لها، آثر أن يتفرغ للكتابة والعمل الصحفى فى مؤسسة أخبار اليوم ولكنه عاد بعد ذلك، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات، وحافظ على كتابة مقال يومى تميز ببساطة أسلوبه استطاع من خلاله أن يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى البسطاء، ظل يعمل فى أخبار اليوم حتى تركها فى عام 1976 ليكون رئيساً لمجلس إدارة دار المعارف، وثم أصدر مجلة الكواكب، وعاصر فترة جمال عبد الناصر وكان صديقاً مقرباً له ثم أصبح صديقاً للرئيس السادات ورافقه فى زيارته إلى القدس عام 1977. بدأ حياته الصحفية مترجمًا للقصة القصيرة عام 1947 بصحيفة الأساس تعلم أنيس منصور لغات عديدة الإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، ثم انتقل إلى الأهرام وكان يكتب القصة القصيرة فى صفحتها الأخيرة حتى بلغت أكثر من خمسمائة قصة، وفى عام 1952 كان يكتب فى روز اليوسف عن أخبار الملك فاروق فى أوروبا بإسم مستعار، قام عام 1959 بعد سنوات قليلة من عمله فى أخبار اليوم برحلة صحفية فى حول العالم استغرقت 225 يومًا بلا توقف، وعنها كتب كتابه المميز "حول العالم فى 200 يوم" والذى حقق مبيعات غير مسبوقة صدر منها "24 طبعة" وذلك بالإضافة إلى كتب أخرى منها أنت فى اليابان " وبلاد أخرى، "بلاد الله لخلق الله"، "اليمن ذلك المجهول"، "أعجب الرحلات فى التاريخ"، "غريب فى بلاد غريبة"، وكان منصور أول صحفى يزور منفى الزعيم أحمد عرابى ورفاقه وطالب بتحويل بيته إلى متحف وهو ما تحقق فيما بعد، فى عام 1960. كما كان له عدد من المؤلفات التى تحولت لأعمال سينمائية ومسرحية وتلفزيونية ومن أشهرها مسرحية "من الذى لا يحب فاطمة"، "عندى كلام "، "حلمك يا شيخ علام". عرف بأن له عادات خاصة بالكتابة حيث كان يكتب فى الرابعة صباحاً ولا يكتب نهاراً، ومن عاداته أيضاً أنه كان حافى القدمين ويرتدى البيجاما وهو يكتب، كما عرف عنه أنه لا ينام إلا ساعات قليلة جداً، وكان يعانى من الأرق ويخشى الإصابة بالبرد دائماً. حصل منصور فى حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبى من التلفزيون المصرى وجائزة الدولة التشجيعية فى مصر فى مجال الأدب، كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به.