سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون يرفضون تلويح الولايات المتحدة بوقف "المعونة" عن مصر.. حزب التجمع: واشنطن تستخدم المساعدات للضغط على إرادة الشعوب.. اتحاد شباب الثورة: وقف المعونة سيضر المصالح الأمريكية بالمنطقة
رفض سياسيون أن تربط الولاياتالمتحدةالأمريكية تقديم المعونة لمصر بالتدخل فى الشأن الداخلى للبلاد، مؤكدين أن ما يقدم فى صورة معونة ليس أكثر من اتفاق مشترك يخدم مصالح البلدين، ولا يجب أن يُترك التدخل الأمريكى ليؤثر فى القرار المصرى الذى يمتلكه الشعب دون غيره، لافتين إلى أن وقف التعاون بين البلدين سيضر بمصالح أمريكا فى منطقة الشرق الأوسط. وقال أبوالعز الحريرى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، إن المعونة الأمريكية هى معونة من مصر لأمريكا وليس العكس، وذلك بدليل أن الدعم العسكرى لمصر مشروط بشراء الأسلحة وقطع غيارها بأسعار عالية من الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما أن هذه المساعدات جاءت بعد أن وقعت مصر على اتفاقية "كامب ديفيد"، التى جعلت لأمريكا الغلبة فى السيطرة على البحر الأبيض بقواعدها العسكرية، وتراجع القواعد الروسية، مما يؤكد أن أمريكا وفرت مليارات الدولارات. وأضاف "الحريرى" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن اتفاقية "كامب ديفيد"، أضرت بمصر حيث قلت مساحات زراعة القطن والقمح وتحكمت إسرائيل فى السياسات الاقتصادية لمصر، وكذلك مثل هذه المعونات والمعاهدات جعلتنا نبيع البترول لإسرائيل بأبخس الأسعار، وكل هذه الأشياء تؤكد أن مصر الخاسرة من وراء هذه المعونة. من جانبه، أكد سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، أن المعونة الأمريكية لا يجب أن تمثل عامل ضغط على الشعب المصرى خصوصاً أن الإرادة السياسية لم تأخذ فى الاعتبار التلويح بقطع هذه المعونة، لافتا إلى أن المعونة الأمريكية نفسها هى وسيلة ضغط تستخدمها أمريكا للضغط على إرادة الشعوب. وأضاف عبد العال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن الرئيس الأسبق "حسنى مبارك" نفسه، قال: "لا نريد المعونة"، عندما لوحوا بقطعها، لافتا إلى أن المعونة نفسها هى عبارة عن أسلحة متوفرة فى السوق العالمى للسلاح، لكنه فى حال قطعها ستكون الولاياتالمتحدة أخرجت نفسها كطرف من اتفاقية السلام مع إسرائيل. بدوره قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أنه لا يجب التعامل مع موضوع المعونة الأمريكية بعصبية، لافتا إلى أنه ليس من المفيد بالنسبة لمصر أن تتخذ قرارا برفض المعونة الأمريكية، وإنما إذا اتخذت الولاياتالمتحدة قرارا بقطع هذه المعونة، فهذا سيدفعها إلى أن تذهب إلى الجحيم، وسوف تظل مصر مستقلة وقرارها مستقل. وشدد "نافعة" خلال تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، على أن المعونة ينبغى أن تحقق مصالح مشتركة، وليست مصالح أمريكا فقط، لأن الأصل هو استقلال القرار المصرى، وليس دفع المعونات من أجل المصالح الأمريكية. وتابع قائلاً: "علينا أن لا نترك المعونة الأمريكية تؤثر على قرارنا، ويجب أن يكون القرار المصرى مستقلا بنسبة مائة بالمائة"، لافتا إلى أن هناك أرضية للتعاون المشترك بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن هناك مصالح متبادلة. بينما قال تامر القاضى، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، عضو المكتب السياسى لتكتل القوى الثورية، إن المعونة الأمريكية فى حقيقة الأمر ليست بالمعنى الدارج والذى يفيد بأن الحكومة الأمريكية تمن وتعطف على مصر وترسل لها معونة، وإنما هو اتفاق وتعاون مشترك بين الجانبين فى إطار المصالح المصرية الأمريكية المشتركة فى المنطقة. وأكد القاضى ل"اليوم السابع"، أن أصل مشروع المعونة الأمريكية هو امتداد لما يعرف ب"مشروع مارشال" الذى ظهر بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفاً بأن الحكومة والشعب المصرى يستطيعان وبكل سهوله التخلى عن المعونة الأمريكية، خاصة إذا صاحبها ضغط سياسى على الثورة التى من أحد مكتسباتها التحرر من التبعية وامتلاك القرار الوطنى بكل حرية. واختتم قائلاً: "فى حال وقف المعونة ستتضرر المصالح الأمريكية بمصر فى الوقت الذى يعلن فيه الشعب المصرى رفضه للمعونة الأمريكية، أى أن صاحب الكلمة العليا هنا هو الشعب المصرى، وأن من سيقع عليه الضرر هى الحكومة الأمريكية".