إجراءات أمنية مشددة.. وقوائم معدة سلفا من قبل أجهزة الأمن بأسماء المصلين داخل المسجد.. شلل أمنى ومرورى طوال فترة الصلاة فى محيط المسجد.. إجراءات اعتادت أجهزة الأمن أن تحيط بها فترة أداء رئيس الدولة لصلاة العيد فى المسجد الذى كان يتم اختياره لذلك طوال فترة عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك حتى وصل الأمر قبيل نهاية حكمه إلى تحصين مدينة شرم الشيخ بأكملها قبل العيد بشهر لتتحول إلى منتجع خاص لرجال الرئيس، وفيما عاد الاهتمام بمساجد القاهرة خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى إلا أن الأمر لم يختلف فيما يتعلق بتحول المناطق المحيطة بمسجد «صلاة الرئيس» إلى ثكنات عسكرية اصطفت فيها عربات الأمن المركزى فى الشوارع المؤدية إليها، واستحدثت البوابات الإلكترونية على أبواب تلك المساجد لتفتيش المواطنين الداخلين إليها. الأوضاع التى تشهدها مساجد صلاة الرؤساء يرى مراقبون أنها تعبر بشكل واضح عن علاقتهم بالشعب، ففى الوقت الذى كان يسمح فيه للمواطنين العاديين بصلاة العيد فى المسجد الذى يصلى فيه مبارك فى بدايات حكمه، فقد صار ممنوعا عليهم حتى دخول المدينة التى أصبح مبارك يؤدى صلاة العيد فيها «شرم الشيخ»، وقد بدأ مبارك أولى صلواته فى مسجد الحسين بالقاهرة، وهو نفس المسجد الذى صلى فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات أول صلاة عيد عقب توليه الرئاسة بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وظل مبارك يحضر صلاة الأعياد فى القاهرة غالبا فى أولى سنوات حكمه، حتى تبدلت وجهته إلى مسجد السلام بمدينة شرم الشيخ وتحولت معه جوانب المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرى فى الأعياد، وخاصة مع توافد رجال «المخلوع» عليها لمصاحبته فى صلاة العيد. ووصل الهاجس الأمنى ذروته فى الإجراءات حول صلاة مبارك فى الشهرين الأخيرين من حكمه بوضع حواجز بينه وصفوف المصلين خلفه فى مسجد الشرطة بمدينة نصر والذى كان يصلى فيه بحضور رجال الحكومة وقيادات القوات المسلحة وقيادات الحزب الوطنى. فى عهد المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى، وقع الاختيار على مسجد النزهة بمدينة نصر لأداء صلاة العيد، وحضر الصلاة رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف وعدد من الوزراء وقيادات المجلس العسكرى ومحافظة القاهرة، وكانت الإجراءات الأمنية المفروضة فى ذلك الوقت منخفضة بالمقارنة بما كان يجرى فى عهد المخلوع مبارك، صلاة عيدى الفطر والأضحى فى عهد المعزول مرسى جاءت لتعيد المشهد الأمنى مرة أخرى إلى المساجد التى أدى المعزول فيها صلاة العيد، وهما مسجدى «عمرو بن العاص» و«الرحمن الرحيم»، وسيطرت البوابات الإلكترونية وانتشار أفراد الشرطة من الرجال والنساء لتفتيش المصلين والمصليات على المشهد فى صلاة مرسى، فيما بدا واضحا ظهور صفوف من الحرس الجمهورى خلف المعزول وصلت إلى سبعة. خطبة العيد لم يكن يلقيها إمام المسجد الذى يصلى فيه «الرئيس» وكانت فى أغلب الوقت مقتصرة على شيخ الأزهر أو مفتى الجمهورية الذى كان يؤم أغلب صلوات العيد فى عهد مبارك، بينما كان شيخ الأزهر هو الإمام فى عهد مرسى، ولم تكن الخطب تتجاوز الحديث عن أهمية عيد الفطر فى نشر روح التآخى والمحبة وتنتهى بالدعوات بالتوفيق للرئيس، وهى الدعوة التى استبدلها المفتى السابق على جمعة فى صلاة المجلس العسكرى بدعاء «ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا»، وخطباء «المعزول» بالدعوة على نظام «المخلوع».