كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة فى النار. لا أعلم مقولة تلخّص مأساة الفكر السلفى مثل هذه القاعدة، والتى مازال بعضهم يستشهد بها للآن. غير أن هنالك مستحدثا من صنع بلاد الكفر، قد أٌحل لنا على ما يبدو استخدامه، ولكن على وجه شرعى بطبيعة الحال. وحكاية الشرعى هذه وتنصيب من شاء نفسه متحدثا باسم الشرع مأساة أخرى تستحق أكثر من درس، فمن البنوك الشرعية إلى المايوه الشرعى مرورا بالأغانى الشرعية، حققت هذه الماركة غير المسجلة وبمفهوم اقتصادى علمى بحت، تقدما وغزوا للأسواق تحسد عليه. المهم كان لا بد إذن من وضع إطار شرعى لاستخدام وسائل الاتصال الحديثة، ويا ليتهم اعتبروها بدعة وحرّموا استعمالها كما حرّموا التلفزيون ذات يوم و راح ضحيتهم بسبب ذلك الملك فيصل رحمه الله. ثم تحول الاستعمال الشرعى لهذه الوسائل شيئا فشيئا إلى جهاد باستخدامها، أطلق عليه بعضهم الجهاد الإلكترونى. الاستعمال الشرعى للإنترنت مثلا يتمثل فى تحريم دخول المرأة (القاصر مدى الحياة فى فكرهم) إلى الشبكة العنكبوتية ما لم يكن معها محرم، وطبعا عدم ارتياد مواقع الكفر و الإباحية أو الإلحاد والعلمانية والعياذ بالله. حتى الصور التى يحرّمونها عادة، وجدوا لها مخرجا، فهناك أيضا صور شرعية، لما لا؟ ويكفى أن تكتب أية آية أو حديث أو كلام يفهم منه أنك متدين على أية صورة شجرة أو عصفور لتصبح شرعية. ويا سلام لو كانت صورة فتاة فى عمر الزهور أو رضيعة وألبستها حجابا أو خمارا، تكون والله من المجاهدين الذين يغيضون أعداءنا. أمّا دعوتك للعمليات الانتحارية، عفوا الاستشهادية، وقتل المدنيين (عفوا مرة أخرى، الأعداء، فكل من ليس منا هو عدو) ولو بصور تظهر أطفالنا بأحزمة ناسفة، لنؤكد للعالم أن رسام الكاريكاتور إياه ربما استقى فكرته من تصرفاتنا نحن وإساءتنا لأنفسنا، فهى، أى الدعوة، ثواب و جهاد ستتلقى بسببه آيات الإعجاب والدعاء بدءا من الكلمات البلهاء مثل مشكور أخى، اللهم احرق زرعهم و أقطع نسلهم، أحفاد القردة و الخنازير. ثم جاء دور الاستعمال الإيجابى لهذه التقنيات، بوجه شرعى أيضا، و لا أقصد بالإيجابى وضع لغة برمجة جديدة، أو تقنيات مستحدثة، فكل مستحدث بدعة طبعا، لا، إنما أقصد التعرف على وسائل هجوم قراصنة النت، من الكفار بطبيعة الحال، لاستعمالها فى هجومنا وغزواتنا المباركة على مواقعهم. هذا وقد بلغ عدد المواقع الدنمركية التى اخترقها مجاهدونا الافتراضيين جازاهم الله كل خير، أكثر من 500 موقع، كلها تعود لخواص، ولا تستعمل وسائل حماية بطبعها، أما موقع المجلة المجرمة، فيبدو أنه استطاع المقاومة إلى حد الآن.