"تخيل أنك طفل محروم من اللعب، محروم من الحنان، أجبرت على العمل وأنت فى سن صغير كى تنفق على عائلتك، عانيت كثيراً من قبح مظهرك وسواد لون بشرتك".. هذه هى الحياة القاسية التى عاشها مايكل جاكسون. نعم تلك هى الطفولة القاسية التى عاشها جاكسون منذ ولادته، وكأن القدر شاء له أن يعيش تعيساً طوال حياته رغم ماحققه من شهرة وثروة ضخمة كان يمكن أن تعوضه ما عانه فى صغره، فكثيراً ما بكى مايكل فى صغره بسبب قسوة وعنف والده "جوزيف جاكسون"، معه فقد كان نقطة الضعف الوحيدة فى حياته لدرجة وصلت إلى حد السخرية من لون بشرته والبثور التى كانت تملأ وجهه، وكثيراً ما كان يضربه أيضاً إذا شاهده يحاول اللعب مع أصدقائه ليجبره على الذهاب إلى تسجيل أغانى فى الاستوديو. وبعد إصدار جاكسون أول ألبوماته بعنوان "أووف ذوول"، والذى حقق نجاحاً ضخماً، جلس يبكى بحرارة ويقول :"أنا أحب عملى لكن هناك بعض الأوقات التى أريد أن ألعب فيها، وأن يكون هناك مساحة للمرح"، وسبب قول مايكل لذلك هو أن كل وقت طفولته كان مقسماً مابين إقامة الحفلات، وتصوير عروض فى التلفزيون أو إقامة حفلات. من أهم الأسباب التى كانت تدفع جوزيف جاكسون للتعامل مع ابنه الصغير مايكل بهذه الطريقة كونه على علم تام بأنه الرابح الأكبر له، فرغم أن الفرقة التى أسسها والده كانت تتكون من خمسة من أبنائه، إلا أن اعتماده الأكبر كان على مايكل تحديداً، حيث إنه كان الأكثر رشاقة والأفضل صوتاً بين أبنائه واستطاع جذب الأنظار إليه فى سن صغيرة. كانت من بين الأمور التى لفتت أنظار المحيطين بجاكسون هو حبه الشديد الذهاب إلى مدينة ديزنى لاند، واللعب بأى شىء موجود فى الاستوديو أثناء تسجيله لأغانيه، وحب جاكسون الشديد للعب مع الأطفال كانت من الاتهامات التى تحولت ضده، حيث تم اتهامه أكثر من مرة بالتحرش الجنسى بالأطفال بسبب حبه للنوم معهم لأنه كان يرى فيهم طفولته التى حرم منها، لذلك تم تبرئته من هذه التهمة. جاكسون حاول أن يعيش طفولته مع أبنائه فقد حاول الاهتمام بهم والتقرب منهم رغم انفصاله عن زوجاته الاثنتين، فكثيراً ما كان يخرج معهم إلى أماكن الألعاب المخصصة للأطفال، ويجلس ليتحدث معهم إلى أوقات طويلة متناسياً جمهوره وعمله وحياته الفنية التى عانى الويلات حتى وصل إلى لقب أفضل مطرب بوب على مستوى العالم. رغم كل الجدل الذى أثاره جاكسون فى حياته، إلا أنه سيبقى مطرب البوب الأمريكى الأنجح فى تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية.
