قال إليستر بيرت، وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط، رداً على ما إذا كان يؤيد ما قاله رئيس الوزراء السابق، تونى بلير، فيما يتعلق بالأحداث الجارية فى مصر، حيث رأى الأخير أنه "ليس لدينا خيار آخر سوى التعامل مع ما يوجد هناك، وينبغى علينا التعامل مع الحكومة التى يدعمها الشعب فى مصر". وأوضح "بيرت" أن هذه التعليقات تعكس كليا ما قاله وزير الخارجية، وليام هيج "فأسباب رؤيتنا للأحداث الأخيرة أنها معقدة، أنها نتاج توقف للعملية السياسية فى مصر، وتعبئة سياسية بين الحكومة السابقة، والمعارضة على مدار فترة طويلة رغم كل الجهود، بما فى ذلك جهودنا، فى محاولة للتقريب بين الساسة وسط تراجع الوضع الاقتصادى، وعدم اتخاذ الإجراءات". وأضاف فى حواره مع "ديرموت مورناجن" بقناة "سكاى نيوز"، اليوم الأحد: "هذا الوضع نتج عنه موقف متوتر للغاية يتسم بالاستقطاب، لذا من الضرورى التحرك بأسرع وقت ممكن إلى إدارة مدنية، وإلى إجراء الانتخابات". وردا على سؤال حول أن كانت تصريحات بلير ترجح أن ما يحدث فى مصر شرعياً نظراً لما كان يفعله الرئيس مرسى، وأعداد المصريين الغفيرة التى نزلت إلى الشوارع تطالب برحيله، ووصفه بأنه نوع مختلف من الديمقراطية، قال بيرت: "أنه فعلا نوع مختلف من التدخل العسكرى، فعلاقة الجيش مع السياسيين فى مصر معروفة، فهم لعبوا دورا فى الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، عندما رفضوا اتخاذ أى إجراء ضد المتظاهرين فى الشوارع، وكان هناك أعداد ضخمة تمثل هؤلاء الرافضين لحكم الرئيس، أما الآن، فنحن نرى أيضا المؤيدين للمعزول، لذا فالعملية السياسية صعبة، وتدخل الجيش فى محاولة للتحكم فى مجريات الأمور، لقلقه حيال الأمن والعنف أمراً واضحاً للغاية". ومضى "بيرت" يقول: "ولكن الذى لا يجب أن يفعله الجيش الآن هو آلا يظهر من خلال أفعاله أنه يأخذ أو يحاول أخذ أى طرف فى الانتخابات المستقبلية، ولذا فإن كان الجيش راعيا للشعب، فينبغى عليه أخذ الخطوة التالية لأنه من الضرورى أن تشارك جميع الأحزاب السياسية، بما يشمل ذلك من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة فى الانتخابات المقبلة". وردا على موقف الحكومة البريطانية إذا ما تم انتخاب الإخوان المسلمين مجدداً، قال بيرت: "نحن عملنا مع الحكومة السابقة، وقبلنا تماما انتخاب الرئيس مرسى، وكان انتخابه بكل المقاييس حرا ونزيها.. وكان ما حدث بعد ذلك من تبنى الحكومة لعملية استقطاب، فالحكومة بدت وكأنها لا تدرك أن الفوز بالانتخابات ليس كافيا، ولابد من وجود عملية شاملة من قبل الحكومة، فى الوقت الذى بدت فيه المعارضة وكأنها تريد أن يتم تعبئتها وليس جزءا من العملية". وطيلة هذا الوقت كان هناك قضايا اقتصادية خطيرة، وكانت هناك مخاوف حيال مواجهتها وبعدها أخذت الحكومة قرارات تتعلق بالدستور، وتلا ذلك تعيين المحافظين، خاصة محافظ الأقصر، إذ كان مثيرا للجدل، وبعدها انهارت العملية السياسية. ولكن أعتقد أننا ينبغى أن نرى ذلك كجزء من عملية انتقالية طويلة المدى، ولا أؤمن أن ما يحدث فى مصر يرجح إلى فشل الربيع العربى، ولكن هذا جزءا آخر من عملية طويلة دائرة لا ندرى بعد أين ستنتهى، فهى ستأخذ وقتا طويلا، وهذا يمثل مرحلة أخرى فيها.