توقع بنك الجزائر المركزى ارتفاعا مؤقتا لمعدل التضخم خلال شهر رمضان المقبل، والمقرر غرته فى 10 يوليو الجارى. وقال جمال بن بلقاسم، المدير المستشار فى البنك المركزى، فى تصريحات لوكالة الأناضول، إن معدل التضخم خلال رمضان سيرتفع إلى مستوى أعلى على أساس شهرى؛ بسبب ثقافة الاستهلاك التى تتميز بها الأسر الجزائرية خلال هذا الشهر من كل عام. وأضاف بن بلقاسم، أن معدل التضخم سيعود إلى مستوياته العادية مع نهاية شهر رمضان، على أن يتواصل التراجع وفق التوقعات التى وضعها البنك المركزى على المستوى المتوسط. وكشف بن بلقاسم، أن بنك الجزائر يتوقع تراجع معدل التضخم إلى مستوى أقل من 6٪ على أساس سنوى نهاية العام الجارى، مشيرا إلى أن وتيرة التراجع بين يناير ومايو من العام الجارى كانت جيدة، وتراجع التضخم خلال الفترة المذكورة من 8.91٪ نهاية يناير الماضى إلى 6.91٪ نهاية مايو الماضى. ويستبعد المدير المستشار ببنك الجزائر عودة الضغوط التضخمية على المدى القريب والمتوسط بالنظر إلى عدم وجود زيادات فى الأجور من جهة، وعدم وجود زيادة قوية فى نفقات الدولة، مما قد يسرع بعودة معدل التضخم إلى المستويات التى كان عليها عام 2010 عند 5.5٪. وقال إن القفزة التضخمية التى عرفتها الجزائر بين يناير 2011 ونهاية 2012 حيث بلغ معدل التضخم مستوى 8.91٪ وهى زيادة بلغت 97٪ على أساس سنوى، تعود فى الأساس إلى الارتفاع القياسى فى أسعار المواد الغذائية الطازجة وخاصة لحوم الأغنام، نتيجة ارتفاع دخل الأسر، فى ظل عدم كفاءة السوق وغياب المنافسة. وسجل سعر لحم الأغنام قفزة تاريخية بأكثر من 30٪، مما جعله يسهم فى رفع المعدل العام للتضخم، بما يعادل الربع، وأسهم بنسبة 40٪ فى ارتفاع معدل تضخم مجموعة المواد الغذائية. وأوضح بن بلقاسم، أن بنك الجزائر ومجلس النقد والقرض اتخذا جميع الإجراءات والتدابير لامتصاص السيولة لكن دون تحقيق نجاح كبير؛ لأن مثل هذه التدابير لا يمكنها لوحدها الحد من الضغوط التخضمية، ما لم تكن مترافقة مع جهود ضبط السوق، والحد من التوسع المبالغ فيه للإنفاق العام، مع الحرص على ربط الزيادات المستقبلية فى أجور العاملين بالإنتاجية، وتطبيق التشريعات الخاصة بمكافحة الاحتكار، وتمتلك الجزائر نحو 43 سوق جملة للخضر والفواكه. وبلغ إنتاج الجزائر من الخضر العام الماضى 8 ملايين طن فى مقابل إجمالى طلب فى حدود 12 مليون طن. وقال بولنوار حاج طاهر، الناطق الرسمى لاتحاد التجار الجزائريين، إن الاتحاد رصد زيادات فى الأسعار بحوالى 3٪ بالنسبة لمجموعة المواد الزراعية الطازجة والخضر الجافة، وزيادة فى حدود 5٪ فى أسعار مجموعة اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء خلال الربع الثانى من العام الجارى مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضى. وكشف بولنوار، فى تصريحات لوكالة الأناضول، أن الاتحاد يتوقع ارتفاع معدلات الأسعار عند الاستهلاك خلال شهر رمضان، برغم وفرة السلع خلال الشهر الذى يتزامن مع نهاية الموسم الزراعى. وأضاف المتحدث أن تقلبات الأسعار فى الجزائر، وخاصة خلال رمضان يعود إلى المضاربة، وعدم كفاية شبكات التوزيع بالجملة والتجزئة وعجز الحكومة عن ضبط سلسلة التخزين والتموين المنتظم للأسواق. وبلغ إنتاج الجزائر من اللحوم البيضاء 250 ألف طن مقابل 350 ألف طن من اللحوم الحمراء. وقال بولنوار، إن استهلاك اللحوم بنوعيها يرتفع بنسبة 25 و30٪ على التوالى خلال شهر رمضان من كل عام، فيما تبلغ الزيادات فى استهلاك الخضر حوالى 18 إلى 20٪ خلال نفس الفترة، وزيادات فى استهلاك المشروبات والمياه المعبأة بنسب تتراوح ما بين 60 و65٪ على التوالى، ويقفز استهلاك الخبز بنسبة 20٪ والحليب بنسبة 15٪. ووافقت وزارة الزارعة والتنمية الريفية فى الجزائر على برنامج لاستيراد لحوم أبقار طازجة من الاتحاد الأوروبى خلال شهر رمضان، فى محاولة للحد من الارتفاع الكبير فى أسعار اللحوم الحمراء. وقال بولنوار، إن العجز الحقيقى فى مجال الخضر يتراوح ما بين 25 و30٪، مقابل عجز لا يقل عن 40٪ فى مجال اللحوم. وتوقع اتحاد التجار أن يصل سعر لحوم الأغنام إلى 22 دولار للكيلوجرام و15 دولارا للحوم الأبقار خلال الشهر الفضيل، مقابل 4 دولارات للكيلوجرام بالنسبة للدواجن. وسبب ضعف سلسلة التوزيع ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 80 و100٪ بين تجار الجملة والتجزئة، وهو هامش خيالى يتحمله المستهلك النهائى فى الجزائر على خلاف المتعارف عليه عالميا. وتستورد الجزائر ما يعادل 75٪ من مكونات سلة الغذاء سنويا، ما يشكل ضغوطا متفاقمة على مواردها من النقد الأجنبى. وبلغت فاتورة واردات الجزائر العام الماضى 57 مليار دولار، منها 11.2 مليار دولار لتغطية فاتورة الغذاء المتفاقمة من سنة إلى أخرى. ولا تتعدى صادرات الجزائر خارج المحروقات 1.6 مليار دولار، وتمثل صادرات النفط والغاز 98٪ من موارد البلاد من العملة الصعبة. وتستورد الجزائر 60٪ من احتياجاتها من الحبوب و90٪ من البقول الجافة و100٪ من الزيوت النباتية والسكر والشاى والقهوة والفواكه الجافة.