أبدى عدد من الكتاب والأكاديميين تشاؤمهم الشديد من انقراض الصحافة الورقية فى مصر فى غضون سنوات قليلة، فى ظل التوسع فى إنشاء صحف إلكترونية تفاعلية جذبت قطاعا عريضا من قراء الكلمة المطبوعة. وأوضح المفكر حامد طاهر أن تزامن الزحف الرقمى مع وقوع أزمة مالية عالمية أثر على المؤسسات الصحفية لدرجة جعلت جريدة أمريكية بحجم "كريستيان ساينس مونيتورز" تلغى نسختها الورقية وتتحول إلى الصحافة الإلكترونية. وأرجع الدكتور محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة تخوفه من اندثار الصحافة الورقية إلى التطور الهائل الذى أحدثته الصحف الإلكترونية فى سرعة نقل الأخبار مزودة بخدمات تفاعلية كالصور والفيديو، هذا إلى جانب ظهور صحافة "الموبايل"، وانتشار المتصفح الإلكترونى للصحف، والذى لا يتعدى سعره ال 280 دولارا، بما يجعل اقتنائه أمرا بالغ السهولة. وأكد علم الدين – خلال صالون د. حامد طاهر الثقافى أمس- أن الصحافة المطبوعة تواجه تحديا أمام الصحافة الإلكترونية لأن الأخيرة تسبقها فى نشر الأخبار وتغطية الأحداث بحكم ظروف النشر، مما يجعل – من وجهة نظره- الصحافة الورقية تعانى أزمة فى المصداقية تجعلها أمام عقبة وهى كيفية معالجة الأخبار بطريقة مختلفة وهو ما لم تنجح به حتى الآن، مشيرا إلى أن مصطلح newspapers سيتلاشى لتبقى كلمة news وتختفى كلمة papers . وأوضح محمود علم الدين أن دراسات أمريكية توقعت اختفاء الصحافة المطبوعة فى 2017 فى أمريكا، لسببين أولهما يتعلق بالحفاظ على البيئة، لأن أوراق الصحف تصنع من الأشجار بما يهدد بانقراض الأخيرة، أما السبب الثانى فهو خاص بالصحة لأن الأحبار التى تطبع بها الصحف بها نسب عالية من الرصاص المضر بقارئها، فيما أكد الدكتور محمد على عالم الفيزياء النانومترية أن أحبار الصحف الورقية ثبت – من خلال دراسات أجريت بكلية العلوم بجامعة القاهرة- أنها تصيب بأمراض التخلف العقلى والفشل الكلوى والزهايمر. من جانبه شدد محمد عليوة مؤسس شبكة "محيط الإخبارية الإلكترونية" على أن الانتقال من المادة المطبوعة إلى المادة الرقمية أمر لا شك فى وقوعه عاجلا أم آجلا بفعل التطور التكنولوجي، مشيرا إلى أن الفرق بين المطبوع والرقمى يكمن فى "التفاعل" الذى تقدمه الصحافة الإلكترونية للمتلقى بدرجة جعلته مشتركا فى التعليق على الأخبار وأحيانا مصدرا للمعلومات، فيما قال الصحفى الأردنى رائد العابد رئيس تحرير "محيط" أنه لم يمسك بصحيفة ورقية منذ 8 سنوات.
