ولم يسبق لى أنى دخلت مسابقة شعرية فأنا أكتب للكتابة وليس لى أى اعتبارات شخصية ولست مشغولا بتلك القضية ولا من هوياتى الشهرة ولا أكتب للتسلية أنا شاعر المجهولين والمقهورين والمغلوبين على أمرهم أنا شاعر تلك الشعوب العربية أكتب للثورة وللحرية لست أشارك فى أى مسابقة شعرية فكلماتى خارج المنافسة وحروفى خارج المنافسة فأنا لا أنتمى إلى الطبقة المثقفة اللذين يتناولون القصيدة بأيدى معقمة وقلوبا مغلفة أما أنا أتناول هموم الوطن بالمغرفة يكتبون كلامهم على أوراق ملونة ومزينة وأقلاما دهبية أما أنا أكتب القصيدة على ورقة مسطرة بالأحزان العربية فحبر قلمى لا ينتهى لأنه مكون من دموع الأمة العربية فجميعهم كمبارس فى مسرحية لا أحد يقرأ الشعر فى بلادنا الديمقرطية كل ما يقرأونه كتب الطبخ والحلويات من يكتب الشعر مثلى من يدرك معنى الكلمات من يصحو من عز النوم لتنام فى يدة الأوراق من يصحو من عز النوم ليتحدث مع الشعر فى الطرقات لا أحد يقرأ الشعر فى بلادنا ولكنهم يقرؤن الفنجان ويقرؤن كل خطوط الكف للحاكم والسلطان ولا يقرؤن الخط الممتد من بغداد الى الصومال الممتد الى كل المدن العربية حتى صارت بلادنا تعرف ببلاد الأحزان القصيدة الخارجة عن القانون هى القصيدة التى تسابق الزمان هى التى تشعل الحرائق فى كل مكان أنا الذى أحمل القضية ماذا تبقى من أمة تعيش خلف القضبان ماذا تبقى من العرب غير الدخان والحروب الأهلية أصبحنا ضد الشعر وضد الحب والحرية وضد اللغة العربية أنا أسكن فى كل الوطن العربى أنا الدمع فى بغداد والجرح الذى لاينتهى فى فلسطين يا أيها الوطن المتعدد الأوطان ماذا يحدث ياوطن الأحزان صارت قبلتنا تتجة نحو الغرب يا بلاد الشرق أبحث عنكم فى اللغة وفى الأوزان وفى الأفعال فالم أجد لكم وزن ولا فعل فحروفكم كلها مكسورة ماذا تفيد حروفنا الأبجدية وما تفيد القصيدة اذا لم تكن فى صلب القضية فأوجاع القصيدة والحروف من أوجاع أمتنا المحمدية ماذا يفعل الشعر فى زمن الظلم والقهر والحروب الأهلية أنا لست شاعر المليون ولكنى شاعر الشعوب العربية فهم أصحاب اللغة والقصيدة والأرض والحق وهم أصحاب القضية