مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مصر، والتى اختارها ليوجه من خلالها رسالته إلى العالم الإسلامى، اهتمت صحيفة لوفيجارو اليوم الاثنين على موقعها الإلكترونى، بإلقاء الضوء على المخاوف الإسرائيلية حيال تلك الزيارة، خاصة فى ظل تغير ملامح السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، وتمسك أوباما بإقامة دولة فلسطينية وتجميد المستوطنات. يبدأ مراسل الصحيفة فى القدس فى عرض السياق السياسى الذى تمر به العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، واستمرار احتدام الصراع الدائر حول المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية قد أجابت ب"لا"، قاطعة على الضغوط الأمريكية بشأن إيقاف الاستيطان. وقد صرحت إسرائيل أمس الأحد، على لسان وزير النقل إسرائيل كاتز المقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، رفضها التجميد التام للاستيطان "الشرعى" تحت أى ظرف من الظروف. وقد أثار تمسك أوباما بالمطالبة بهذا الأمر شكوك بعض المقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية حيال وجود ميول لدى الرئيس الأمريكى لتأييد الفلسطينيين أو رغبة منه فى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية. وتفيد الصحيفة، أن الانتقاد الصريح الذى تجرأ ووجهه وزراء إسرائيليون لأكبر حليفة لهم، الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات، يعكس الحدة التى تطغى مؤخراً على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. فقد وصف دانيال هرشكوفيتس رئيس أحد أحزاب اليمين المتشدد، مطالبة أوباما بتجميد الاستيطان بأنه "إجراء عنصرى يشبه ما قام به فرعون مع الشعب اليهودى"، وفسره إيلى يشاى وزير الداخلية ورئيس حزب شاس المتشدد بأنه "موقف غير مبرر ويشبه الطرد". كما اتهم المسئولون الإسرائيليون، أوباما، بالتنصل من الالتزمات التى تعهد بها جورج بوش فى خطاب أرسله عام 2004 إلى رئيس الوزراء فى ذلك الوقت آريال شارون، يؤكد فيه أنه "لمن غير الواقعى أن ينتظر قيام إسرائيل بإخلاء المستوطنات الضخمة فى إطار اتفاقية سلام مع الفلسطينيين"، وهو ما فسره المسئولون الإسرائيليون على أنه موافقة من الجانب الامريكى على ضم تلك المستوطنات مستقبلاً إلى إسرائيل، حيث يعيش غالبية المستوطنين فيها. وتذكر الصحيفة، أن بنيامين نتانياهو قد سبق وحاول فى البداية المناورة، كما لو أن جورج بوش لا يزال فى منصبه، عن طريق تقديم اقتراح بتفكيك حوالى 20 مستعمرة عشوائية تخص عدد من متطرفى اليمين. وفى المقابل، كان نتنياهو يأمل الحصول على موافقة أوباما، مثل سابقه بوش، ولو بشكل ضمنى على استمرار بناء المنازل فى 120 مستوطنة "شرعية" لاستيعاب "النمو السكانى الإسرائيلى الطبيعى" فى الضفة الغربية. إلا أن أوباما قد عدل تماماً من قواعد اللعبة مطالباً بالوقف التام لعملية الاستيطان الشرعية أو غير الشرعية على حد السواء. زيارة باراك تذكر الصحيفة، أنه فى ظل هذا السياق من توتر العلاقات بين أمريكا وإسرائيل، يبدأ وزير الدفاع إيهود باراك يوم الاثنين زيارة إلى واشنطن، فى محاولة لاسترضاء الإدارة الأمريكية، وذلك قبيل ثلاثة أيام من الخطاب الهام الذى يلقيه أوباما من القاهرة، والذى يثير المخاوف الإسرائيلية. حيث قال مسئول إسرائيلى بشكل غير رسمى: "نحن نخشى أن يحاول الرئيس الأمريكى بتلك المناسبة، وعلى حساب الإسرائيليين، إصلاح الأمور بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى الذى كان الرئيس بوش يعاديه". تخلص الصحيفة إلى أن الأمر الوحيد المؤكد هو أن بنيامين نتنياهو، الذى كان يتباهى قبل وبعد انتخابه بأنه أفضل من يقوم بإدارة العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى جرت العادة على أنها تمثل الأداة الدبلوماسية الرئيسية بالنسبة لإسرائيل، يبدو وأنه قد فشل فى ذلك. الأمر الذى لا يأتى على الإطلاق فى صالحه، خاصة مع مساعيه للحصول على تأييد واشنطن بشأن تشديد العقوبات ضد البرنامج النووى الإيرانى، الذى يشكل الخطر الأكبر بالنسبة لإسرائيل. أوباما لن يتحدث عن الديمقراطية فى القاهرة