قال عدد من المثقفين والمفكرين، إن قوة الترابط بين فئات المجتمع المصرى العميقة الجذور لم تنجح أمامها أى محاولات لتمزيقه بنشر فكر الفتنة الطائفية أو فكرة المد الشيعى، لافتين إلى أن مصر تربطها علاقات رسمية مع ألد أعدائها أمريكا وإسرائيل، فلماذا لا تربطنا علاقات رسمية مع إيران؟ وهى فى الأساس امتداد لنا باعتبارها عضو مراقب بجامعة الدول العربية ومن مصلحتنا أن تكون علاقتنا بها على المستوى الرسمى جيدة، مؤكدين أن المجتمع المصرى سنى بطبعه، بينما تتقارب عادته اليومية مع الشيعة منذ حكم الفاطميين مصر. الناقد الدكتور هيثم الحاج قال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" إن الترابط بين فئات المجتمع المصرى لا يسمح بفكرة وجود مد شيعى بمصر كما يدعى بعض من يصدرون للناس أن مصر ضعيفة ومستهدفة، مشيرا إلى أن تصدير مثل هذه الأفكار الهدف منه تفتيت المجتمع المصرى وزرع الفرقة. وأضاف على أن علاقتنا مع إيران يجب أن تكون جيدة نظرا لوجودها كعضو مراقب بجامعة الدول العربية، لافتًا إلى أن مصر تربطها علاقات رسمية وطيدة وجيدة بألد أعدائها أمريكا وإسرائيل، ودعا كل المتشددين فى هذا الأمر النظر إلى الأمر بشكل أعمق بعيدا عن العواطف والشعارات الكاذبة. فيما قال الدكتور أحمد راسم النفيس، أن ما يفعله الذين يدعون وجود مد شيعى بمصر إنما يزرعون المزيد من الكراهية ولن نحصد إلا كراهية من قبل الطرف الآخر، وضرب مثالا بما قيل فى مسرحية الملك هو الملك كيف من زرع حب العزيز يرغب فى حصاد الرمان، لافتا أن توتر علاقتنا بإيران وعودة انقطاع رحلات الطيران نتيجة ما زرعناه على مدى قرون، وأضاف النفيس متسائلا: "إذا كان هؤلاء يدافعون دفاعا مستميتا عن أهل السنة لماذا أهل السنة لم يعطوهم الأموال للنهوض ببلادهم، طالما الأمر ينقسم لشيعة وسنة؟". وأوضح الناقد الدكتور سيد البحراوى، أن المرحلة الفاطمية لمصر تواصلت مع كثير من المعتقدات المصرية القديمة فى مصر القديمة والمرحلة الهيلينية والأفلاطونية، والمتمثلة فى امتداد الاقتتال بين الآلهة المصرية القديمة فى ثوب الأولياء، وبالتالى بعض المعتقدات التى يظن أنها شيعية هى معتقدات مصرية قديمة، مشيرا إلى أن الصراع بين التدين المصرى والتشدد الوهابى السلفى سوف يأخذ وقتا قبل أن ينتهى والشعب المصرى أكبر بكثير من هؤلاء سواء بالتدين الشعبى العادى، لافتًا إلى وجود 15 مليون مسلم سنى أعضاء بالطرق الصوفية، و15 مليون قبطى، القريب جدا من الإيمان الصوفى، وبالتالى أغلبية الشعب المصرى ليس متشيع ولكن لديها عقائد وممارسات تتفق مع الشيعة وليس العكس، وهذا لا يمكن أن يهزم بفعل بعض الجماعات الوهابية المتطرفة.