تقرير.. ماذا ينتظر ريال مدريد بعد زيدان.. "جالاكتيوس" جديد أم موسم استنزاف؟

مأزق حقيقي وُضع فيه فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد، بعد الاستقالة المفاجئة للفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني السابق لفريق العاصمة الإسبانية، بعد أيام معدودة من إنجازه التاريخي، بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي.
موسمين ونصف فقط قضاهما المدرب الشهير ب "زيزو" بين جدران سانتياجو برنابيو كمدير فني، قاد خلالهما فريقه الذي ارتدى قميصه كلاعب لتسع بطولات محلية وقارية وعالمية، إلا أنه اختار الرحيل من الباب الكبير، ليترك خلفه جماهير النادي الملكي في حيرة كبيرة.
خليفة زيدان
أسماء عديدة وضعها النادي الملكي على قائمة المطلوبين خلال الموسم الماضي، تحسبًا لفشل موسم زيدان، أبرزهم يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني، الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبر الإنجليزي والألماني يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، إلا أن نجاح المدرب الفرنسي في دوري الأبطال أبعدهم عن الصورة، قبل أن يتجدد الحديث عنهم عقب رحيل زيزو المفاجيء.
لكن تجديد تعاقدي لوف مع الاتحاد الألماني لكرة القدم، ليظل مدربًا للمانشافت حتى عام 2022، وبوتشيتينو مع نادي العاصمة الإنجليزية حتى عام 2023 زاد من صعوبة مهمة الإدارة الإسبانية في الفوز بخدمات أحد المدربين المفضلين، كما أن نجاح كلوب الملحوظ مع ليفربول ونمو مشروعه في النادي الإنجليزي قد يجعل مهمة تعاقد ريال مدريد معه معقدة للغاية.
ورغم أن الباب بقي مفتوحًا لاقتناص خدمات أحد المدربين الألماني والأرجنتيني رغم تجدبد تعاقدهما، إلا أن لوف حسم أمر استمراره على رأس القيادة الفنية لمنتخب بلاده، بعدما صرح بأنه لا ينوي الانتقال إلى أي مكان، بينما ذكرت شبكة "سكاي سبورت" أن مسؤولي ريال مدريد صرفوا النظر بشكل نهائي عن التعاقد مع بوتشيتينو، رغم أن مدرب توتنهام لم يغلق الباب أمام النادي الملكي.
أسماء أخرى لاتزال في دائرة المرشحين للجلوس على المقعد الذي أصبح خاليًا بعد رحيل زيدان، أبرزهم جوتي نجم الفريق السابق والمدير الفني الحالي لفريق ريال مدريد الرديف، والذي يعد أحد المفضلين لجماهير ريال مدريد، كما يتواجد الثنائي الإيطالي ماسيميليانو أليجري المدير الفني لفريق يوفنتوس وأنتونيو كونتي المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي في الصورة.
ميركاتو ساخن
على غير العادة، لم يبرم ريال مدريد أي صفقات ضخمة في الموسمين الأخيرين، حيث اعتمد زيدان على هيكل ثابت من نجوم الفريق المخضرمين، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، سيرخيو راموس، كريم بنزيما ولوكا مودريتش، إلا أن الفريق أصبح بحاجة ملحة إلى تجديد الدماء، بعدما تجاوز معظم نجوم الفريق الثلاثين من العمر.
ورغم النجاح الأوروبي المبهر، إلا أن حاجة الفريق إلى التدعيم ظهرت واضحة في الموسم المحلي الإسباني، بعدما أنهى ريال مدريد دوري الدرجة الأولى الإسباني في المركز الثالث بجدول الترتيب، بفارق 17 نقطة خلف المتصدر برشلونة، كما ودع كأس ملك إسبانيا من الدور ربع النهائي.
السياسة التي ينوي ريال مدريد اتباعها في الميركاتو الحالي ستؤثر كثيرًا على خياره في الإدارة الفنية، وربما يمثل صرف النظر عن التعاقد مع بوتشيتينو مؤشرًا لنية النادي الملكي لإبرام صفقات قوية، حيث تميز المدرب الأرجنتيني بتقديم المواهب الشابة والعمل على تطوير إمكانياتهم، وهو ما يعني أن بيريز لا ينوي الصبر كثيرًا للعودة إلى القمة محليًا، والاستمرار على نفس النهج قاريًا وعالميًا.
جيل جديد من ال "جالاكتيوس" قد يكون على أعتاب ريال مدريد في عهد بيريز، بعدما قدم الرئيس العاشق للشهرة جيلين أسطوريين، ضم أولهما زين الدين زيدان، لويس فيجو، رونالدو، روبيرتو كارلوس وديفيد بيكهام مطلع القرن الحالي، قبل أن يتعاقد مه كريستيانو رونالدو، كاكا، كريم بنزيمة، لوكا مودريتش وجاريث بيل في ولايته الأخيرة.
أسماء قوية يستهدفها ريال مدريد في الفترة المقبلة، أبرزها البرازيلي نيمار نجم باريس سان جيرمان الفرنسي ولاعب برشلونة السابق، والذي يعد الهدف الأبرز لريال مدريد، إلى جانب محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي، والبلجيكيين إيدين هازارد وتيبو كورتوا نجمي تشيلسي، وجهز نادي العاصمة الإسبانية نفسه لميركاتو ضخم محتمل، بتوفير النفقات خلال المواسم الماضية، تجنبًا للوقوع في مأزق مخالفة قواعد اللعب النظيف.
لكن قضاء موسم جديد وربما أخير بالهيكل الحالي للفريق، والذي قد يصبح استنزافًا لعناصره التي تقدمت في العمر يبقى احتمالًا واردًا، حيث ألمحت تقارير عديدة إلى أن باريس سان جيرمان لن يتخلى عن نيمار في الصيف الحالي، تمسكًا بأمل تحقيق إنجاز قاري في الموسم المقبل، كما رفض ليفربول فكرة التخلي عن صلاح في الصيف الجاري.