هل خضع محمد صلاح لكشف المنشطات في الدوري الإنجليزي؟ سؤال ربما يدور في الأذهاب بعدما انتشرت تقارير إعلامية عن عدم توجه اللاعب للاختبار الخاص به في معسكر منتخب مصر الأخير. عدد من وكالات الأنباء العالمية نشرت تقارير صباح الثلاثاء، أكدت خلالها على تهديد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بإيقاف اللاعب في حال عدم خضوعه للكشف، وهو ما نفاه مسؤولي منتخب مصر بشكل قاطع. ولكن، كيف تتم اختبارات المنشطات في إنجلترا؟ وهل يخضع لها جميع اللاعبين بالدوري الأقوى في العالم؟ وما هي الجهة التي تقوم بإجراء الاختبارات بصورة دورية لجميع اللاعبين. هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" نشرت دراسة أوضحت خلالها أن أكثر من 25% من لاعبي جميع درجات الدوري الإنجليزي لا يخضعون لكشف المنشطات على مدار الموسم. مؤسسة "UKAD" أو المملكة المتحدة لمكافحة المنشطات، المسؤولة عن اختبار اللاعبين، أعلنت عن جمع 1494 عينة من 2047 لاعب ينشطون في مختلف الأندية بجميع درجات البطولات الإنجليزية خلال الموسم الماضي. وعلى الرغم من عدم الحصول على عينات من 553 لاعب، إلا أن هناك لاعب واحد منح المؤسسة المسؤولة عن الاختبار عينتين في مناسبتين مختلفتين، وهو ما يؤكد أن الأمر يتم بصورة عشوائية بشكل كامل. "لا نهتم بعدد اللاعبين الذين يخضعون للاختبار أكثر من مرة"، هكذا تحدث الطبيب إيفان وادينتون الذي يعمل في مؤسسة UKAD عن آلية سحب العينات من اللاعبين. وأكمل: "المستوى الذي نصل إليه في الاختبارات بجميع درجات البطولات غير مقبول، أؤكد على أن نسبة اللاعبين الذين لم يخضعوا لاختبار المنشطات قد تكون أكبر من 25% بالفعل". ونشير إلى أن مؤسسة مكافحة المنشطات لا تقم فقط باختبار لاعبي الدوري الممتاز "البريميرليج" فقط، بل أنها مسؤولة أيضاً عن الدرجة الأولى، الثانية، الثالثة، الوطني، وكذلك لعبتي الرجبي والكريكيت. أي أن نسبة 25% من اللاعبين الذين لم يخضعون للاختبار لا تتمثل في لاعبي الدرجة الممتازة، بل أنها مقسمة على بقية الدرجات بالإضافة إلى عدد من الألعاب الأخرى المسؤولة عنها المؤسسة. وبحسب الدراسة، فإن 1171 عينة سحبت من 524 لاعب في البريميرليج خلال الموسم الماضي، مقارنة ب706 عينة ل707 لاعب في الدرجة الأولى، و407 عينة ل727 لاعب بالدرجة الثانية، و381 عينة من 712 لاعب في الثالثة، وأربع عينات فقط ل768 لاعب بالدرجة الوطنية. الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أعلن عبر إحصائية رسمية سابقة عن نجاحه في زيادة عدد اللاعبين الخاضعين لاختبار المنشطات في البريميرليج بنسبة 47%، و24% بالدرجة الأولى خلال الموسم الماضي مقارنة بموسم 2015-2016. أي أن عدد العينات التي حصلت عليها UKAD خلال موسم 2015-2016 من لاعبي البريميرليج كانت لتصل إلى ما يقارب 750 عينة فقط، قبل أن يزيد العدد مع الموسم الماضي. وتعد المؤسسة البريطانية من بين الأكثر نشاطاً في العالم، حيث تحل في المرتبة الثالثة بفارق 40 عينة عن نظيرتها الإيطالية في الموسم الماضي خلف البرازيلية التي جمعت 4769 عينة، وأمام الألمانية التي جمعت 2124 عينة، ثم الفرنسية التي جمعت 558 عينة، وأخيراً الأسبانية التي جمعت 185 عينة - الأرقام بحسب دارسة بي بي سي-. النسبة الجديدة زادت من قوة المؤسسة في السيطرة على اللاعبين في ظل وصول النسبة إلى 2.23 عينة من اللاعب الواحد خلال نفس الموسم، وهو ما يجعل عدم خضوع أي لاعب في البريميرليج للاختبار مستحيلاً. ما سبق من إحصائيات رسمية عن الموسم الماضي -والمستهدف زيادتها في الموسم الجاري- تؤكد على خضوع جميع اللاعبين في البريميرليج إلى اختبار المنشطات لمرة واحدة على الأقل، وربما مرتين. "الآن النسبة أصبحت مقبولة في الدوري الممتاز، ولكن بالنسبة للدرجات الأخرى هناك لاعبين لم يخضعوا للكشف، وهذا غير كاف بالنسبة لنا"، وادينتون عاد للحديث. وأضاف: "الأدلة البحثية القادمة من الدرجات الأخرى تؤكد أن الاختبارات يجب أن تكون أكثر كثافة، تعاطي المنشطات ليس في أعلى مستوى له ولكنه تحته مباشرة". واختتم: "الاختبار يستهدف اللاعبين أصحاب المستوى الأعلى والذين يلعبون دقائق لعب أكثر". وعلى الرغم من حديث الطبيب الإنجليزي، إلا أن لاعبين أثنين فقط تمت معاقبتهما في موسم 2016-2017 بالإيقاف بعد التأكد من تعاطيهما للمنشطات، وهما جاك هومفريس لاعب أستون فيلا -18 عام- بالإيقاف خمسة شهور، وباتريك لاسي لاعب وسط أكيرنتون بالإيقاف 14 شهراً. للتواصل مع الكاتب عبر.. فيسبوك.. تويتر..