في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. ستة لاعبين حاصلون علي إنذارات منهم لاعب مصاب ( حسام عاشور ) ومنهم أيضا لاعب جلس علي دكة البدلاء ( مؤمن زكريا ) .. وحارس المرمي ( شريف إكرامي ) ..يتبقي لك فقط ثلاثة لاعبين ( وليد سليمان وفتحي ) ثم أجايي. فعليا بات هناك ثلاثة لاعبين فقط علي أرض الملعب ( بإستبعاد إكرامي نظرا لمركزه البعيد عن الالتحامات ) هم الأكثر تعرضا للإنذارات وإذا قمنا بأستثناء أجايي بوضعه كمهاجم تقلص العدد لديك لإثنين من الأفضل أن يلعبا في جبهتين مختلفتين وليسا في نفس الجبهة .. لماذا هذه المقدمة الغير معتادة ؟ لا أجد تفسيرا لأداء الأهلي أمام النجم الساحلي طيلة المباراة بعدم الدخول في إلتحامات إلا خوفا من الإنذار الذي يبعد أحد عناصر الفريق عن مباراة العودة وكأنما الإصابة ( القدرية ) لا تحرم لاعبا من المشاركة وهو ماحدث لعبدالله السعيد. تلك هي الأزمة .. حذر البدري المبالغ فيه مع خشية اللاعبين من عدم المشاركة في مباراة العودة جعل الضغط أقل والإلتحامات هادئة في مباراة تعد الأسهل للأهلي بعد مباراة القطن في الكاميرون. النجم الساحلي عندما فقد أكوستا في مباراة العودة أمام أهلي طرابس أشرك عمرو مرعي وكان الأخير جاهزا لإقتناص الفوز وقيادة الفريق للدور قبل النهائي وطبيعة المنافس جعلت النجم الساحلي يعتمد علي إيهاب لمباركي بدلا من أمين الشرميطي رغم أهمية الأخير هجوميا ولكنه عوض ذلك بعودة عولية البريقي لمركز الجناح الأيسر .. وبذلك أتاح للنجم الإستفادة القصوي من العناصر المؤثرة هجوميا. غاب نيمار عن برشلونة فتغيرت خطة اللعب .. قدوم تشابي ألونسو كإرتكاز في خطة جوسيب جوارديولا ..ما علاقة ذلك بحسام البدري وبهشام محمد ؟ كم المرات التي تم إستخدام عمرو السولية فيها كإرتكاز دفاعي متأخر لم تكن ناجحة إلا في حالات محددة التي كان فيها شريكا لحسام غالي في بداية الموسم الماضي وميل الإثنين لبناء الهجمة والزيادة مع لاعبي الوسط تجعل المنافسين رد فعل وليس فعل ..ما اهمية ذلك ؟ اهمية ذلك ترجع إلي تخفيف الضغط علي السولية الغير قادر علي القيام بمهام الإرتكاز المتأخر في أسلوب دفاعي باللعب في الثلث الأخير من ملعبك أو أنك تلجأ لإعادة السولية كإرتكاز متقدم ولكن ذلك يستلزم تواجد هشام محمد ك holding midfield .. وهل هذا يمنع من إستخدامه ك deep lying playmaker ؟ إرتكاز عمره 33 عاما وياتي لفريق يعتمد في إستراتيجة لعبه علي الهجوم أمام أي منافس .. هل هذا منطقي ؟ عندما تعاقد جوارديولا مع تشابي ألونسو كان بهدف كشف مساحات الملعب من الخلف وإرسال كرات قطرية للأطراف وليس بهدف الدفاع كهدف رئيسي أو كهدف أول . غاب نيمار فكان من الطبيعي تغيير خطة لعب برشلونة للإستفادة القصوي من تواجد سواريز وميسي ليصبح الثنائي خلف الأخر ولا يمكن التفكير في إستقدام لاعب وإستخدام نفس الخطة بنفس الأسلوب حتي لو كان ذلك هو عثمان ديمبلي ( ثاني أغلي لاعب في العالم ). الشكل الأفضل للأهلي أمام فريق لا يلعب بصانع لعب بشكل واضح ف (إيهاب المساكني لاعب الترجي السابق والذي كان في تشكيلة الفريق عام 2012 ) يبدو أقرب إلي connector بين الوسط وبين الهجوم مثلما إستخدم جاريدو تريزيجيه من قبل. المقصد أن خطورة النجم الساحلي في العمق أو بالقرب من ال zone 14 تكاد تكون منعدمة وهو ما ظهر جليا في المباراة حتي مع وجود الشرميطي أمام أهلي طرابلس وهو ما يعني ضرورة أن يلعب هشام محمد كإرتكاز متأخر ويلعب السولية كإرتكاز متقدم. الامر ليس فقط حول بضعة ياردات هنا وهناك ولكنه يتعلق بأسلوب اللعب الملائم للتشكيلة الموضوعة من قبل حسام البدري فتواجد هشام كإرتكاز دفاعي يستلزم فورا عدة تغييرات في أسلوب بناء الهجمة أو عند إستلام الكرات. السقوط بين قلبي الدفاع ( أمر فعله حسام عاشور مرة واحدة امام الترجي في رادس ) أمرا سيكون جيدا لهشام محمد مع إنطلاق أعلي لعلي معلول ودخول لأحمد فتحي في العمق قليلا وإرتكاز السولية في القلب ..أمور ستجعل النجم مشتتا ؟. إيهاب المساكني سينضم لعمرو مرعي ودخول البريقي مع أحمد فتحي .. سقوط وليد سليمان للخلف مع غازي عبدالرازق .. كوناتي أصبح وحيدا أزارو يجد مساحة .. أجاي في نقطة المنتصف بين كوناتي وبوغطاس. ما سبق أمور تناسب قدرات هشام محمد وتجعل عمرو السولية في مكان أفضل للضغط المبكر في حالة فقدان الكرة في منتصف ملعب النجم .. ولكن البدري قرر إستخدام هشام محمد مثلما يستخدم السولية ويستخدم السولية كما يستخدم عاشور ( أمر غير منطقي ). قدرة النجم الساحلي في الضغط عالية ورغم ذلك فإن لاعبيه يمكن مراوغتهم بسهولة ..بالأساس أنت تحتاج دوما لحلا فرديا ولو لربع ساعة ومع إصابة أحمد الشيخ ..لا أجد أي مبرر لعدم وجود حمودي علي دكة البدلاء فربما تحتاجه في العشر دقائق الأخيرة. صالح جمعة .. وجوده يكفي لصنع القلق تجاه المنافس ووجود لاعب مهاري معه في نفس الفريق يجعل الفريق يسجل أهدافا في ظل مساحات هائلة في وسط ملعب النجم وسط تراجع غير مفهوم من الأهلي ( لعبة الإنذارات هي مبرر غير منطقي لما تم سرده في أول التحليل ). أخيرا .. النجم والأهلي لم يستحقا الفوز.. فقط كان هناك وليد أزارو في الاهلي يهدر ولا يوجد أزارو أخر في النجم. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك