في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القاري. أي فريق في العالم يستطيع الوصول لمرمي المنافس .. نادرا ما نجد مباراة الأن لا يستطيع فيها فريق خلق أو صناعة فرصة أو شبه فرصة لكن كيفية التسجيل ..تلك هي التفاصيل التي تميز فريقا عن الآخر. في كرة القدم قد نختلف علي مسمي طريقة أو في إختيارات بعض اللاعبين ولكن كل ذلك يتراجع كثيرا أمام دارسة المنافس ومدي قدرتك علي تحديد نقاط القوة والضعف وقتها تظهر ملامح التشكيل الأمثل والخطة المناسبة وأسلوب اللعب ..ثم الهدف الأهم (الفوز بأداء ممتع). هل الفوز بأداء ممتع شىء صعب أم سهل ؟ عند الفرق الكبري الأمر يبدو أيسر بسبب إمتلاكه قاعدة كبيرة من اللاعبين ويبقي دور المدير الفني في تحديد الأنسب لكل مباراة مع رفع مستوي 18 لاعبا كي يقدموا أساليب متنوعة في اللعب. مشكلة المدير الفني في مصر أنه يعتمد علي ذاته لا يعتمد علي ال visual effect (المؤثر البصري) الذي يجعل اللاعبين في حالة أعلي من التركيز مع المنافس ..بالمناسبة المؤثرات البصرية تعطي لها جوائز الأوسكار في الأفلام. ليست المشكلة في المعلومة ولكن في كيفية تقديمها لك ؟ لنضرب مثلا بيدفست يعاني في الكرات العرضية والكرات الثابتة). أنت استقبلت المعلومة بأن الفريق لديه مشكلة في تلك الكرات ولكن ..ما هي تلك الأزمة ؟هل أن المدافعين غير مميزين في الإرتقاء أم أن حارس المرمي لا يخرج من مرماه أم يخرج وتسقط الكرة من يده أم أن ظهيري الجنب لا يقوما بالتغطية العكسية (اكتفيت بأربعة أسئلة فقط في تلك الجملة ويتبقي أربعة مثلها علي الأقل). دراسة المنافس وتدعيم ذلك بالفيديوهات القصيرة مع شرح كاف تعطي مستويات أعلي من التركيز لدي اللاعبين.. فاللاعب لن يمكث 45 دقيقة لرؤية شوط أو 90دقيقة لرؤية مباراة كاملة. كذلك أغلب الفرق تقوم بالضغط العالي ثم الضغط المنخفض والجميع قد يشاهد ذلك ولكن التفاصيل الدقيقة جعلت مورينيو يهتم بمقاس حذاء أرين روبن وأن الضغط عليه يبدأ عند اللمسة الثانية للجناح الهولندي ..بمعني أنك أتحت له فرصة لإستلام الكرة وعند اللمسة الثانية يبدأ الضغط ولو أتحت له ثانية إضافية سيبدأ في مراوغتك بأي شكل. أمس لعب الأهلي أمام بيدفست وكأنه شاهد مباريات منافسه من قبل مثل المشاهدين ..أخطر وأدق نقطة لم يستفد منها الأهلي. ليست المشكلة في البدء بثنائي إرتكاز صريح أو بوليد سليمان بدلا من مؤمن أو بصالح جمعة بدلا من عبدالله السعيد .. فالفريق الجنوب الأفريقي لم يصل إلا بشكل ضعيف جدا طوال المباراة ولكن جافين هانت درس الأهلي جيدا وعرف أن خط وسط الأهلي أفضل خطوطه ففضل البدء بثلاثي إرتكاز في عمق الملعب ولعب بثلاثي هجومي متحرك ( بهلامبي –موهانجو –كلايت ) ترتيبا من اليسار لليمين في بيدفست الثلاثي الهجومي قد يتراجع أيضا لخط الوسط ورغم ذلك وجدنا علي معلول ينطلق كثيرا وأجهد كلايت أفضل عناصر بيدفست ..ولكن الأزمة كانت ما بعد إمتلاكك للكرة أو ما بعد الوصول للثلث الأخير ( لعبت علي التعادل وتصريحك معنوي ) ..تصريح صحيح مائة بالمائة للبدري ولكن السؤال عندما يلعب المنافس علي التعادل هل من المنطقي أن تلعب بأخر تغييراتك بشكل متحفظ ؟ حسام غالي خرج للإصابة ومن قبله أجايي ( ودخول وليد سليمان ) وقبلهم كان حمودي يدخل بديلا لمؤمن زكريا ..بديهيا أنت إفتقدت لأي لاعب يستطيع الزيادة داخل منطقة الجزاء وإستغلال أهم نقاط الضعف في بيدفست ( لم نتحدث عنها بعد ). المخاطرة المحسوبة .. عودة عبدالله السعيد لشغل مكان حسام غالي وإضافة عنصر هجومي في قلب منطقة الجزاء بجوار عمرو جمال ( كوليبالي أو متعب ) مع التنبيه علي الأطراف بمساندة ظهيري الجنب ..في كل الأحوال بيدفست لم يكن ليهاجم بشكل ساحق ( نتحدث علي ما حدث أمس ) وحتي تغييرات جافين هانت أعطت نفس الإنطباع. ما هي نقطة ضعف بيدفست ؟ تخيل فريق كرة طائرة لا يقم لاعبيه بعمل حائط الصد أو البلوك عند الدفاع ..بالتأكيد نقاط كثيرة ستحقق عليه (تلك هي الإجابة). لاعبي الدفاع في بيدفست نادرا ما يقفزون ولو قاموا بالقفز يقومون به بشكل خاطىء ..وأنت تمتلك لاعبا مثل عمرو جمال لديه قدرات جيدة في لعب الكرة بالرأس فمن الطبيعي أن يكون الشغل الشاغل للجهاز الفني في تدريب ظهيري الجنب والأجنحة علي كيفية إرسال كرات عرضية في نقاط محدده يذهب لها المهاجم ..ما رأيك بإستعراض الصور التالية من 1 إلى 7 : أمر ليس وليد الصدفة أمس فقط .. فدفاع بيدفست معتاد علي ذلك حتي أمام سان لوزيان والذي سجل في مرمي الفريق بنفس الطريقة وأمام أورلاندو بيراتس وأمام صن داونز صور 8 و9 و10 : الأمر ربما يبدو سهلا أو بسيطا ولكنه يحتاج لتركيز عالي جدا لإخراج نقطة الضعف التي يمكنك من خلالها التحكم في سير المباراة وتسييرها لصالحك ولهذا تتواجد مهنة محلل الأداء . هل تعرف كم مرة حصل مدافعي بيدفست علي الكرة بشكل هوائي داخل منطقة الجزاء ؟ ربما لا يتعدي أصابع اليد الواحدة ..أنت أمام فريق لا يجيد القفز أو ألعاب الهواء . عند سيطرة برشلونة علي ألقاب العالم لجأ المدربين وقتها إلي فكرة بسيطة إغلاق العمق وإستغلال قصر لاعبي برشلونة وإجبارهم علي لعب كرات عرضية لا يجيدونها ومع عدم إنتباه برشلونة لذلك كانت النتيجة أن برشلونة لم يهدد مرمي الريال في نهائي بيل هرب وشد إلا بكرة بارترا المدافع من ركلة ركنية . بعدها بدأ التفكير جديا في مركز رأس الحربة وتم إستقدم لويس سواريز . أخيرا .. لو فطن الجهاز الفني لتلك النقطة جيدا لتغير أسلوب لعب الأهلي طوال المباراة باللعب أكثر على الأطراف بدلا من إهدار الوقت في البحث عن إختراق العمق.. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك