لمحت الكتاب الذي يكتسي غلافه باللون الأحمر والأبيض، ألوان النادي الإنجليزي مانشستر يوناتيد، قررت شراءه فوراً، يحتل معظم الغلاف صورة ابتسامة ثقة وهدوء لصاحب الكتاب "أليكس فيرجسون"، الذي يحمل عنوان "سيرتي الذاتية"، وهو الكتاب الأخير الذي تم تنقيحه بإضافة ما استجد من وقائع وأحداث. الكتاب تم وصفه من قبل صحيفة "إيفننغ ستاندرد" البريطانية الشهيرة بأنّها سيرة غير عادية لأيقونة وأسطورة كروية. في أثناء قراءة الكتاب الطويل، سوف نتناول في "يالاكورة" حلقات على لسان السير المخضرم، لا تنقل فقط حكايات رياضية عن صناعة قلعة مؤثرة في التاريخ الكروي الحديث، لكن جوانب إنسانية تعبّر عن رجل استطاع أن يحصل على لقب سير، وأن يستولي على قلوب المحبيّن بشخصيته الجذابة. افتتاحية الكتاب إهداء إلى بريدجيت أخت زوجته كاثي، واصفاً إياها بالصديقة الأفضل وسوف ندرك قيمة هذا الإهداء لاحقاً، ثم يتوجّه بشكر عميق ومفصّل لكل من عمل معه وقابله بالاسم، حتى عمال الاستقبال والمدلكين ومحاميه ومن راجع الكتاب ومن التقط الصور التي أرخّت لحظات هامة على مدار تاريخه. يحكي في الفصل الأول عن بدايته المهنيّة المتعثّرة، التي كان يشعر فيها بقلق بالغ، لكن أخيراً بعد 4 سنوات حصل في عام 1990 على كأس الاتحاد الانجليزي فكان هناك عنوان في اليوم التالي من فوزه في الصحف لم ينساه حتى يوم قرر أن ينسحب من عالم الكرة، كان العنوان يقول: "حسناً، لقد أثبتت أن بإمكانك الفوز بكأس الاتحاد الانجليزي، الآن عد من جديد إلى اسكتلندا". حين بدأ العمل، كان يقول إن رغبته في أن يجعل مانشستر "نادي رياضي" وليس "فريق رياضي". وعندما سُئل عن سبب غياب الابتسام أثناء إدارته للمباريات أجاب: "لست هنا لكي أبتسم. أنا هنا لأفوز بالمباراة". في الفصل الأول يلتقط طرف الرحيل ليبدأ من خلاله سرد السيرة الذاتية. يرى أن القرار بالرحيل قد بدأ في التخطيط له في شتاء عام 2012، عقب الكريسماس والاحتفالات أصبح الأمر واضحاً في رأسه، سألته كاثي زوجته لماذا سيفعل ذلك. أجاب: "الموسم الماضي، خسارة اللقب في المباراة الأخيرة. لن أتحمّل مثل ما حدث مرّة أخرى". ثم أخبرها بأمله في حصد اللقب العام الحالي والوصول لدوري الأبطال أو نهائي كأس الاتحاد الانجليزي لتكون نهايته مع الفريق مثالية. وفي محاضرته للاعبين عندما قرر الرحيل كان من أسباب رحيله وفاة أخت زوجته بشكل درامي. الرجل البريطاني العملي، يهزّه موت سيدة عزيزة على العائلة تجعله يعيد حساباته في رؤيته للعالم من حوله. رئيس النادي تقبّل ذلك، أفكّر في كثير من القائمين على الأعمال هنا عندما يموت عزيز لديك يطالبوك أن تعود لعملك في غضون أيام سريعاً: لأن الحياة تمضي. لدى السير موت أخت كاثي أوقف الحياة. أوصى باختيار ديفيد مويس. مدحه كثيراً، حين تولى مويس زمام الأمور سأل السير عما إن كان سيغضبه إجراء تغييرات في الجهاز المعاون، أخبره أليكس فيرجسون بأنّه يحب طاقمه، ويفضّل لو استمر في مزاولة مهامهم، لكن الرأي له كمدير فني جديد لمانشستر، فأجرى بالفعل مويس التغييرات وأزاح ثلاثة من المفضلين للسير الذي لم يغضب لذلك، لكن حزن لأنّهم خسروا مناصبهم بعد سنوات طويلة من العمل الدءوب والناجح. قرار انسحاب السير كان مغرياً جداً للصحافة، لاسيما أنّه حين اجتمع باللاعبين لإخبارهم منع عنهم هواتفهم لكيلا يخبروا أو يكتبوا تغريدات على تويتر بالخبر. كتب فقرة في الكتاب عن الصحافة مؤسسة رغم ما قاساه منها، فقرة لا يكتبها شخصية عامّة بسهولة. يقول السير: "تغطية خبر مثل هذا كان مغرياً. كان لي خلافات مع الصحافة المكتوبة على مر السنين ولكنّي لم أحمل لهم أيّة ضغينة. أعرف أن الصحفيين يعملون تحت ضغوط كبيرة. يحاولون أن يهزموا التلفزيون، الإنترنت، فيس بوك، تويتر، وأشياء أخرى. أيضاً ربما يرأس هؤلاء الصحفيون من يظل فوق رؤوسهم طوال الوقت. إن الصحافة حقّاً صناعة صعبة". عندما قرر أن يخبر اللاعبين بقرار الاعتزال، يقول إنّه كان متأكداً من كل ردّة فعل سوف تصدر من المحيطين، حفظ كل الانفعالات لقربه منهم. قدّم ريو فرديناند فكرة هديتين أثارا إعجاب فيرجسون: الأولى عبارة عن ساعة روليكس بتاريخ 1941، ومضبوطة على تاريخ 31 ديسمبر، 3.03 بي ام، تاريخ ولادته في جلاسكو. الهدية الثانية كانت عبارة عن كتاب يحمل مجموعة من الصور التي توثّق اللحظات الكروية والعائلية الفارقة. فوجىء أليكس بهدايا مختلفة، وكان هناك واحدة من بيريز رئيس نادي ريال مدرير، عبارة عن تمثال فضّي لذلك المتواجد بساحة الثيبليس التي يحتفل فيها ريال مدريد ممهورة الهدية بخطاب من رئيس النادي يقرض فيه عبارات الإطراء، كما وصلته هدايا أخرى من نادي أياكس الهولندي وواحدة خاصة من الحارس فان دير سار. يقول أليكس إنّه يريد أن يصير مثل بوبي شارلتون عقب اعتزاله، يجلس من الخارج ليستمتع بمشاهدة المباراة، تجد عينيه ملتهبتين من فرط الحماسة، ويديه لا تتوقفان عن الحركة من فرط التشجيع. في الحلقة القادمة.. لماذا طالب مشجّع ألكيس فيرجسون برد 41 جنيه استرليني.. وكيف رد عليه السير؟