في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتى تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. ليست فقط أقوي مباريات ليفربول هذا الموسم والتي كشفت بوضوح عن شراسة الفريق هجوميا أمام فريق يعد الاصعب عند موجهته دفاعيا ولكن ما حدث أمس من إيفرتون كان مثيرا للإهتمام من أخطاء جمة في منطقة وسط الملعب. لو رأي رودجرز المباراة جيدا أمس سيعرف أنه كان يتجه لبوصلة خاطئة في الإهتمام بجلب صفقات هجومية لفريقه فليفربول يحتاج لثلاثة لاعبين في خط الدفاع قبل أن يفكر في تدعيم هجومه (الشرس). سيناريو اللقاء: بدأ رودجرز المباراة ورقيا 4-4-2 باللعب ب سيسيكو وسيكرتل وكولو توريه وفلانجان في الدفاع أمامهم هندرسون وجيرارد في الإرتكاز وتولى رحيم ستيرلنج وكوتينهو الهجوم على طرفي الملعب ثم سواريز وستوريدج كرأس حربة. في المقابل لم يغير مارتينيز من طريقته 4-2-3-1 بالاعتماد على باينس وجاكيلكا والكاراز وستونس في الدفاع أمامهم ثنائي جارث باري ومكارثي ثم الثلاثي بينار وباركلي وميرالس خلف رأس الحربة لوكاكو. مع إعترافي بأن تواجد لاعبين مثل سواريز وستوريدج يجعل اللعب 4-4-2 خيارا أول لأي مدرب ولكن لا يمكن أن أعتمد طوال الوقت فقط علي عرضيات أو إرسال كرات في العمق لأن ذلك يفرغ منطقة عمق الملعب الهجومية ويختفي دور صانع الألعاب . وكما غير بلان من تكتيك الأثرياء في باريس بتغيير أماكن كافاني وإبرا فعل رودجرز نفس الشىء في الأنفيلد. علي أرض الملعب لعب الريدز 4-1-4-1 تبادل سواريز وستوريدج دور الجناح الأيسر ودخل كوتينيو لعمق الملعب بجانب هندرسون وأحتل ستيرلنج الجناح الأيمن ولعب جيرارد دورDeep Hold Medfield. حاول إيفرتون الضغط مبكرا على دفاعات ليفربول النقطة الأضعف إستغلالا لسوء التمرير بين أفراده والتي ظهرت بشدة أمام الكبار (مانشستر سيتي وتشيلسي).. بدلا من أن يلجأ للخطة التي إعتمدها مارتينيز نفسه أمام مانشستر يونايتد في الأولدترافورد. سلاسة الإنتشار التي يعتمدها ليفربول خاصة في الهجمات المرتدة هي أبرز نقاط التميز التي حدثت لليفربول في الدور الثاني من البريمرليج.. فتسكين كوتينيو في العمق مع سرعة تحول هندرسون في ظل وجود جيرارد كإرتكاز متأخر جعل الفريق يهاجم من كل الجهات.. شاهد الفيديو التالي : زادت المهمة صعوبة علي إيفرتون بخروج لوكاكو ففقد نقطة الضغط الرئيسية فباركلي وحده لا يكفي وبينار لم يكن في مستواه لا دفاعيا ولا هجوميا وكان تغييره ودخول اوسمان هو التغيير الأفضل لإيفرتون. الجحيم الذي لاقاه ستونس علي الجانب الأيمن لإيفرتون بتبادل سواريز وستوريدج اللعب جهته بل والذهاب إليه مباشرة جعله دائما في حاجة دائمة لمعاونة دفاعية ولإن ثنائي هجوم ليفربول يتسلمان الكرة من منطقة هجومية متقدمة سنعرف وقتها ان دعم ميرالس لن يصبح مؤثرا وأن الحاجة لإنضمام مكارثي أكثر إلي شريكه وتراجع باركلي بجوار باري لمواجهة كوتينيو وهندرسون. ما يكمل كل ما سبق هو ان تمتلك السرعة سين واعني هنا.. سرعة ستوريدج .ستيرلنج .سواريز ..يصبح الأمر سهلا في كيفية إختراق دفاع بدون حماية في خط الوسط. كل نقاط قوة ليفربول هجوميا تتحول إلي نقاط ضعف دفاعيا عند إستطاعة المنافس اللعب في الثلث الهجومي فلا ستوريدج ولا سواريز يقومان بدعم سيسوكو ( دفاعيا متوسط ) ..كما أن قدرة جيرارد الدفاعية في إستخلاص الكرة في عدم تواجد قوي دفاعيا لهندرسون تجعل مهمة الحفاظ علي الهدف صعبة فيلجأ إلي زيادة الغلة تجنبا للأهداف العكسية. هل يستطيع بريندن أن يقدم نفس المستوي أمام ثلاثي المقدمة في الدور الثاني دون معالجة كوارث الدفاع دون أن يقوم بصفقة واحدة في موسم الشتاء الذي قارب علي الإنتهاء .. ربما يكون الإنجاز الأكبر لجماهير الريدز هو التواجد في دوري أبطال أوربا الموسم القادم إنتظارا لإدارة تعرف أهمية المال في حسم الصفقات مبكرا. بخست إدارة نيوكاسل ثمن محمد صلاح فذهب لبازل ..وتكاسل ليفربول عن ضمه فخطفه تشيلسي .. الإدارة الإحترافية قد تغيب عن بعض الأندية الأوربية. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك