بعد أن كان نموذجياً في فترة مضت حتى لقب ب"النموذجي" عطفاً على بيئته الصحية التي كانت مضرباً للأمثال وكانت مطمعاً للاعبين خاصة والرياضيين عامة، وبعد أن كان المحتذى به الأول في الاحترافية والعمل الجماعي والإنتاج واللوائح والأولويات، هذه الصفات كانت في يوم من الأيام تخص نادي الشباب فقط. أما اليوم لم يعد في الشباب من نموذجيته شيئاً حتى لقبه ذهب لفريق آخر، بعد أن سلك طريقاً ومنهجاً مخالفاً لمنهجه التاريخي، بات "شيخ الأندية" يدفع ضريبة هذا التوجه والطريق الذي انتهجه. تحول الشباب الجاذب إلى طارد، المدير الفني البلجيكي ميشيل برودوم رحل بمحض إرادته، ورئيس النادي خالد البلطان يتأفف ليلاً ونهاراً من كرسي الرئاسة وفي كل مناسبة يظهر ليقول انه أصيب بالملل ولا يريد البقاء وانه يرغب بالفراق في أقرب وقت ممكن، وها هي الفئات السنية تعج بالاستقالات، فبعد ابتعاد عضو مجلس الإدارة والمشرف على الفئات السنية ناصر الكنعاني جاء الدور على خليفته في مقعد الإشراف علي الحسينان الذي رحل هو الآخر للإشراف على ناشئي النصر، ولحقهم أخيراً مدرب الناشئين يان دانيلو الذي تقدم للإدارة بالاستقالة وبعده بساعات إداري درجة الشباب عبدالحكيم الشدوخي. الكل في الشباب لا يريد البقاء، فمن المتسبب في ذلك، ومن المسؤول عن التنفير الجماعي للعاملين بالنادي ابتداءً من الرئيس حتى إداريي ومدربي القطاعات السنية؟ الأمر لم يقف عند هذا الحد حتى متحدث النادي الرسمي ومدير مركزه الإعلامي المثير للجدل طارق النوفل أصبحت تلميحات الرحيل جزءًا لا يتجزأ من حديثه، بالإضافة لابتعاد أكثر من اسم من المركز الإعلامي في النادي لأسباب مجهولة. السحابة الغائمة في الشباب التي جعلت الكل يريد الرحيل من النادي العريق أصابت محبي النادي بالذهول والإحباط في آن واحد، فكلما انتهوا من استقالة إلا وتفاجأوا بأخرى تزيد على ناديهم المواجع والآلام خاصة في ظل الهبوط الحاد في أداء الفريق الأول وتردي النتائج والذي هرب منه المدير الفني أولاً ورئيس النادي ثانياً، أما باقي العاملين في النادي فهم ملتزمون الصمت التام حيال الانهيار الكبير في حال "ليث العاصمة". تراكمات عدة وأسباب كثيرة وتخبطات غير مقبولة جعلت من حبة الثلج كرة كبيرة تجرف كل من أمامها، جعلت الجميع يهرب من الواقع المر للنادي، وجعلته من جهة أخرى لقمة سائغة لمن يبحث عن الاستنقاص منه، بعد أن جعل خالد البلطان جدار الشباب عالياً لا يمكن التسلق عليه. محاربة النجوم وتفريغ الفريق من أهم لاعبيه، ناصر الشمراني وعبده عطيف وكماتشو وتيغالي وتفاريس وإبراهيم ياتارا وأفضل لاعب آسيوي سيرفر جيباروف، وتعويضهم بلاعبين أقل بكثير من إمكانياتهم على المستويين المحلي والدولي. لائحة شبه عسكرية أفقدت الإدارة السيطرة على النجوم، فباتوا يرحلون واحداً تلو الآخر متذمرين منها أو تكون سبباً رئيس في شرارة المشاكل بينهم وبين الإدارة، وتسليم برودوم زمام الأمور في النادي بمنحه منصب المدير الفني لجميع قطاعات الكرة نتج عنه إهمال الفريق الأول حتى وصل به الحال للخسائر بالأربعة عدة مرات وصراع درجة الشباب الموسم الماضي على الهبوط، ثم الدخول في معمعة انتخابات اتحاد كرة القدم وإستقالة نائب الرئيس لتفريغه للمنافسة، ومشاكل مع القناة الرياضية، ومهاترات مع الأهلي وإدارته، كل هذه العوامل جعلت الشباب بعيداً عن المنافسة وبدون ألقاب في الموسم الماضي، وفي هذا الموسم خروج آسيوي مر وتدهور على مستوى الدوري. يأمل الشبابيون أن يجدوا الحل السريع والإنقاذ الفوري من قبل "الرئيس الفخري" للنادي الأمير خالد بن سلطان والذي طالما وقف مع الليث في أحلك وأشد ظروفه ليعود الشباب ليثاً يزأر في مقدمة الفرق.