غريبة هي لوائح وأنظمة رعاية الشباب التي تسنها بين وقت وآخر وتطبقها ثم تغض الطرف عنها بين مناسبة وأخرى، خذو مثلاً رفض تأجيل انتخابات الرئاسة في نادي الاتحاد التي تقام اليوم، وهي التي تم تأجيلها العام عندما انتخبت الادارة السابقة. انتقدنا عدم فهم بعض الاتحاديين للائحة خصوصا في عملية تنصيب محمد الفايز رئيسا لهيئة اعضاء الشرف دون ان ينتخب، ولكننا في عملية القبول العام الماضي لتأجيل الانتخابات ورفضها هذا العام نضع علامات استفهام عدة، ولا نعلم من بيده مثل هذه القرارات، رعاية الشباب أم المكاتب الفرعية؟، وهل هي تتم حسب المزاج والصفاء الذهني و"الروقان" في تلك اللحظة - أي لحظة الاطلاع على الطلب- والدعم اللوجستي الذي يسبق الطلب.. أم ماذا؟ واضح ان اتخاذ القرارات خصوصا المهمة لا يتم حسب مبررات منطقية ونواقص تقتضي الامضاء بالرفض او القبول، انما حسب مزاج ورغبة المسؤول، وهذا ما حول ساحة الرياضة الى هرج ومرج، الى مرتع خصب للعابثين، فلا يجد الضعيف من ينصفه امام سطوة القوي الذي ربما يبدد آمال ويحبط معنويات اناس وشباب أرادوا ان يعملوا ويمارسوا دورهم في التنمية بجرة قلم وكلمة واحدة ليس بعدها تراجع، ومن الطبيعي جدا ان يتسبب ذلك بالاحباط وغياب الحماس والدوافع التي تحفز من يريد ان يعمل وينتج ويساهم في تطور وتقدم الرياضة. في الدول المحترفة رياضيا يعتبرون الانظمة من الثوابت التي لا يمكن العبث بها والنيل منها ما لم يسعوا إلى تطويرها مهما كانت مكانة وتأثير من يحاول التجاوز بل يحاكمونه لو حاول "اللف والدوران"، ، اما لدينا فنحن من يضعف هذه الانظمة ويعبث بها ويتسبب في انهيارها وسقوطها امام عاصفة المجاملات والنفوذ في الوقت الذي يفترض ألا تلين او تنحني امام اي محاولة منغصات ينفذها صغير أو كبير ؟. وهذا ما نشاهده الآن مع الاسف حتى استشرت الفوضى في الجسد الرياضي وانهكته فترة طويلة، اما اذا كانت المجاملات لابد منها فلماذا تُحرم على هذا وتُحل لذاك، أليس جميع الأندية أسست بنظام واحد؟، وأوضاعها المالية والادارية والاعتبارية صدرت وفق نظام واحد أكد على حفظها؟ مع الاسف هناك اندية تسلب حقوقها، واخرى تستولي وتأخذ حقوق غيرها، وفئة ثالثة لايمكن لا أحد ان ينظر لها، لأنها لاتملك المال لشراء "الفيتامينات" التي تقوي حالها على التأثير وأخذ نصيبها من الدعم وجذب الاهتمام نحوها، وهذا يدل على غياب العدل وانعدام المساواة، والنظرة فقط الى فئة معينة من الاندية ما لم تتبدل المواقف معها وتصبح ضدها بين فترة واخرى، وليحمد اللهَ الاتحاديون ان الامر توقف عند رفض تأجيل الانتخابات فذلك يهون امام قرارات اخرى ربما تعصف بأشياء كبيرة ولا يمكن للنادي ورجاله معالجتها بسهولة في وقت يعتبر البت فيها حقا مكتسبا ولا فضل لا أحد فيه. كل ما نخشاه ان تتطور هذه الفوضى وان تتحول الى "خلايا سرطانية" في جسد الرياضة وبالتالي يصعب استئصالها، والمتابع جيدا يلمح مزيدا من هذه الفوضى في الأونة الاخيرة، ويلمس ان كل لجنة او جهة معنية بالرياضة والشباب وتطبيق اللوائح والانظمة ترى نفسها أقوى من الاخرى دون ضوابط تجعل الجميع يعملون في اتجاه وتحت نظام واحد ومصلحة واحدة!