منذ إعلان رئيس الوزراء المكلف د. كمال الجنزوري ، عن إستحداث وزارة للشباب والرياضة ضمن تشكيل وزارته الجديدة ، بدلا من المجلس القومي للرياضة سابقا أو المجلس الأعلي للشباب والرياضة الأسبق ، بدات وسائل الإعلام في تسريب أنباء عن أسماء بعينها مرشحة لتولي الحقيبة الوزارية ، وكلها أسماء لا تصلح ، بل منها أسماء ممن أعلن عن ترشيحها لا تصلح لشيء ، وهو عمل تعودت عليه بعض وسائل الإعلام بكل أسف. شهدت الأيام الاخيرة تراجعا عن إستحداث وزارة للشباب والرياضة كما أعلن رئيس الوزراء المكلف ، وهو ما يكرس لفكرة تراجع الدولة عن الإهتمام بقطاع الشباب والرياضة ، وهو أمر لابد من إعادة التفكير فيه مرة أخرى. وزيرالشباب والرياضة الجديد ، مطلوب أن يكون شخصية متزنة وصاحبة قرار ومؤثرة وقيادية وقوية وعنيفة في بعض الأحيان للسيطرة على حالة الإنفلات الأخلاقي التي أصبحت أحد أهم الملامح في المشهد الرياضي على مدى سنوات طويلة من الفساد. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يكون خارج الصندوق أوالتقليد ، ويمتلك حلما واسعا لمصر لأنها تستحق ذلك بالفعل ، وأن يكون صاحب رؤية رحبه تمكنه من بناء مجتمع رياضي أفضل. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، ينظر بإهتمام إلى الشباب وليس للرياضة الإحترافية فقط ، وان يولى الشباب إهتمامه الأول بعد أن أثبت شباب مصر أنهم قادرين على تغير وجه وطنهم بعد سنوات طويلة سيطر عليها الشيوخ الفاسدين. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يحجم الفساد الموجود في الوسط الرياضي ، ولا نقول القضاء عليه مرة واحدة لأن ذلك يحتاج لمزيد من الوقت ، وأن يفرض سيطرته على الإتحادات الرياضية التي سيطر عليها أشخاص بأعينهم لسنوات طويلة مارسوا فيها كل أنواع الفاسد والموبيقات. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يعمل على تداول السلطة في الأندية ، ومنع الإحتكار الذي مارسته مجالس إدارات الأندية ، وعدم التراجع عن لائحة الثمان سنوات التي أصدرها رئيس المجلس القومي للرياضة السابق حسن صقر. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يضع مشروع قانون للرياضة يعرض على مجلس الشعب لإقراره بعد سنوات طويلة ظل الوسط الرياضي يسمع فقط عن قانون الرياضة دون تفيعل حقيقي له. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يفصل الأندية المحترفة عن الدولة ، والسعي نحو إقرار الإحتراف بشكل حقيقي في كرة القدم ، بفصل ميزانية الكرة عن ميزانية الأندية ، وأن تكون كرة القدم لعبة تصرف على نفسها بعد أن أصبحت ميزانيتها ضخمة تؤثر على بقية النشاط الرياضي في الأندية. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يمنع الجمع بين العمل الإعلامي والإداري في الإتحادات والأندية لأن " صاحب بالين كداب " ، بعد أن إحترف عدد من مسؤولي تلك الإتحادات والأندية العمل الإعلامي ، وخلطا بينهما وإستحوذا لأنفسهم بالأخبار الهامة ، وإستخدموا وسائل الإعلام وسيلة ضغط في عملهم الإداري. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يحجم مساحة الفضائح في إتحاد كرة القدم ، الذي يتراشق مسؤوليه في وسائل الإعلام ، وكذا مساحة الفساد التي يتحدث عنها الجميع كل صباح ومساء ، وأصبحت وجبة سامة في وسائل الإعلام يوميا بشكل يكسف. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يمنع لجوء الأندية للقضاء الإداري ، بعد أن إكتظت أروقة مجلس الدولة بقضايا الأندية بسبب الإنتخابات التي أفسدت تلك الأندية ، والأزمة ليست في الإنتخابات في حد ذاتها ، بل الأزمة تتمثل في الثغرات التي ينفذ منها محترفي القضايا. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يعمل على إجراء إنتخابات نزيهة في الأندية والإتحادات بعد الصورة المشرفة التي مرت بها المرحلة الأولى من الإنتخابات البرلمانية المصرية ، ومنع موظفي وزارته من العمل في تلك الإنتخابات لإرتباط عدد كبير منهم بعلاقات مشبوهه بمسؤولي الأندية. مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يعيد النظر في الإحتراف المصري في كرة القدم وتحجيم قيمة العقود بطريقة تتفق مع دخل الأندية ، ووضع أسس واضحة لإبرام العقود بحسب قيمة كل لاعب ، وعدم ترك الأمر لمزاج مجالس إدارات الأندية التي تعودت على " المال السايب " مطلوب وزير للشباب والرياضة ، يعيد النظر في اللائحة المالية الموجودة في مبنى وزارته ، وعدم الإستعانة بمن ثبت فسادهم أو تدور حوله شبة فساد ، لأن مصر في حاجة ماسة للنماذج المشرفة ، بعد أن إكتوت بنار النماذج الفاسدة. خلاصة القول ، مطلوب دكر ولكن يبدو أن د. كمال الجنزوري لم يجد هذا الدكر فتراجع عن فكرة الحقيبة الوزارية ! لقطة أخيرة: بعد عودة د . كمال الجنزوري ، لرئاسة الوزارء بعد ما يقرب من 12 عاما ، الجوهري يعود لقيادة منتخب مصر، وأنا راجع المدرسة يوم الأحد !