حثت الحكومة الباكستانية اليوم، الأربعاء، "حركة طالبان الباكستانية" على إعلان وقف إطلاق النار ثلاثين يوما تمهيدا لمحادثات السلام التى عرضها المتشددون فى وقت سابق من هذا الشهر. وقال وزير الداخلية "رحمن مالك" للصحفيين فى إسلام أباد اليوم الأربعاء: "أولا يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وبعدئذ فقط يمكن أن تعقد محادثات السلام". ودعا مالك حركة طالبان الباكستانية إلى إعلان وقف لإطلاق النار لمدة شهر يليه عقد مفاوضات للسلام. وفى تطور ذى صلة تشهد العاصمة الباكستانية إسلام أباد غدًا الخميس مؤتمرًا لجميع الأطراف ينظمه حزب رابطة عوامى الوطنية؛ لبلورة سياسة توافقية بشأن التحديات الأمنية التى تواجهها البلاد ومن بينها الإرهاب وإعداد الإستراتيجية الوطنية التى تشمل الحوار مع حركة طالبان. وقال عضو الحزب بمجلس الشيوخ، السيناتور زاهد خان، فى مقابلة مع الإذاعة الباكستانية: إن 27 حزبا من بينها أحزاب رئيسية ودينية وقومية ورابطة المحامين أعربوا عن موافقتهم على حضور المؤتمر. وأضاف: إن الإرهاب هو المشكلة الرئيسية التى تواجه البلاد، والتى تؤثر تأثيرا سيئا على اقتصادنا، وينبغى على جميع أصحاب المصلحة التوصل إلى حل جماعى، مؤكدا أنه لا يمكن لأى حكومة بمفردها التصدى لهذا الخطر. وقال عضو الحزب بمجلس الشيوخ السيناتور زاهد خان: إن حوالى 27 حزبا من بينها حزب الشعب الباكستانى، والرابطة الإسلامية نواز، وجامعة علماء الإسلام فضل، والحركة القومية المتحدة، وكبرى رابطات المحامين، أكدت مشاركتها فى مؤتمر جميع الأطراف. وأضاف أن حزبه لا يزال على اتصال مع الجماعة الإسلامية لدعوتها للمشاركة فى المؤتمر. وأضاف بأن حزب حركة الإنصاف الباكستانية برئاسة عمران خان لم يستجب لدعوتنا. وفى إشارة إلى حركة طالبان الباكستانية قال خان إن حزبه يفضل المفاوضات، وقد أظهرت الحركة نواياها للجلوس على الطاولة. وقال: "إننا نريد صياغة خارطة الطريق للحكومة القادمة وأجهزة الأمن بتوافق الآراء، كى يتسنى لهم اتباعها لضمان السلام فى هذا البلد، منبها إلى أن "حزب عوامى الوطنى" يعتقد بأن التطرف هو السبب الرئيسى لجميع مشاكلنا. كان المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية إحسان الله إحسان قد اقترح عقد محادثات مع إسلام أباد فى رسالة فيديو أرسلت للصحفيين فى 3 فبراير الجارى، مشترطا اضطلاع بعض السياسيين المعارضين، ومن بينهم زعيم حزب المعارضة الرئيسى نواز شريف، بدور الضامن، وقد رحب نواز شريف رئيس الرابطة الإسلامية "نواز" بعرض محادثات السلام، لكنه رفض أن يكون ضامنًا. يذكر أن حركة طالبان كثفت الهجمات فى الأشهر الأخيرة، ما أثار مخاوف من أن العنف يمكن أن يشوه الانتخابات العامة المقرر أن تجرى قبل منتصف مايو القادم.