دخل مجال الفن وهو في سن السابعة عشر وبدأ عمله في الإذاعة مع عبده الحامولي ومحمد عثمان، وأول ما غنى كانت أغنية "أنا أحبك وأفضل أحبك"، وصاحب فكرة عمل مقدمات غنائية للمسلسلات الإذاعية وقدم من خلالها العديد من المقدمات الغنائية لمسلسلات شهيرة منها مسلسل شنطة حمزة ورضا بوند وعمارة شطارة وحكايات حارتنا، وراعى في تلحين هذه المقدمات أن يكون الغناء بشكل كوميدي ويتمتع بخفة ظل. هو الفنان سيد مكاوي المولود في 1927 بحي الناصرية بالسيدة زينب، وكان لأسرته اتجاه في جعله قارئ قرآن خاصة بعد فقده لبصره، فعملت أسرته على تحفيظه القرآن وجعله يؤذن في مساجد حي الناصرية، ولكن حبه للموسيقى كان أكبر؛ فالتحق بالإذاعة المصرية وقدم من خلالها العديد من الأغاني والموشحات الدينية، وبعدها تعاملت الإذاعة المصرية مع مكاوي كملحن بجانب كونه مغنيا. لحن سيد مكاوي العديد من الأغاني للمطربين الكبار أمثال نجاة ووردة ومحمد عبد المطلب فقدم أغاني "اتوصى بيا" و"قلت لأبوكي عليكي وقالي" و"كل مرة لما أواعدك"، وكانت بداية الشهرة لسيد مكاوي من خلال لحن لشريفة فاضل وهو "مبروك عليك يا معجباني يا غالي" واللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب وهو "اسأل مرة عليّا" والذي دوى في جميع أنحاء مصر وسلط الضوء على مكاوي والذي تتجلى عبقريته في شدة بساطته وعمق مصريته والتي استمدها من المدرستين الموسيقتيين اللتين انتمى إليهما وهما درويش وزكريا أحمد. أسندت الإذاعة لمكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي الذي اشترط أن يغنيها بنفسه والاستغناء عن الفرقة الموسيقية، وقدم مكاوي المسحراتي بالطبلة المميزة لتلك الشخصية، والتي حققت نجاحا كبيرا بعد إذاعتها بفكرة مكاوي مما جعل الإذاعة تسند العمل كاملا له، وبدأ مكاوي في تقديم المسحراتي مع الشاعر فؤاد حداد الذي صاغها شعرا وظل يقدم المسحراتي بنفس الأسلوب حتى وفاته، وعلى الرغم من بساطة الأسلوب الشديدة اعتبر المسحراتي بصمة فنية هامة في الكلمات ومحطة من المحطات اللحنية المتفردة في التراث الموسيقي الشرقي. لحن سيد مكاوي للعديد من الفنانين منهم نجاة ووردة التي لحن لها العديد من الأغاني منها "أوقاتي بتحلو" و"قلبي سعيد" كما لحن لصباح أنا هنا يا بن الحلال كما شارك مكاوي في أوبريت "القاهرة في ألف عام" بستة ألحان وهي المماليك، بناء القاهرة، البياعين، عيد الفطر، الحاكم بأمر الله، يا مصر افتحي قلبك، كما لحن بمفرده أوبريت الحرافيش. قدم مكاوي العديد من الألحان التي أثارت شهرة واسعة منها أغنية "يا مسهرني" لكوكب الشرق أم كلثوم وهي من أهم الأعمال التي جمعت أم كلثوم مع مكاوي، كما لحن رباعيات صلاح جاهين وديوان الشاعر فؤاد حداد. توفي مكاوي عام 21 أبريل 1997 بعد رحلة إبداع في مجال الفن والتلحين.
