سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسي لأعضاء المجلس القومي للمرأة: لا عودة إلى الوراء.. ولا مكان للحكم الشمولي.. الخطاب الديني يحتاج لمراجعة شاملة.. مصر تحتاج 4 تريليون جنيه للخروج من أزمتها.. وأقدر دور المرأة وأعي كلام النبي عنها
التقى المشير عبد الفتاح السيسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أعضاء المجلس القومي للمرأة اليوم الأحد، في إطار حرصه على معرفة أهم القضايا التي تخص المرأة المصرية، ودور المجلس في خدمة المجتمع. وشارك في اللقاء عدد من أعضاء المجلس القومي للمرأة على رأسهم الدكتور محمد نور فرحات نائب رئيس المجلس، والسفيرة منى عمر أمين عام المجلس، ومارجريت عازر نائب أمين عام المجلس، وعدد كبير من الأعضاء، الذين أعربوا عن خالص تقديرهم للمشير السيسي؛ نظرا لحرصه على التواصل معهم والاستماع لرؤيتهم في كل القضايا التي تشغل المرأة المصرية. وقال السيسي: إن المرأة المصرية محل تقدير حقيقي دون مجاملة أو مزايدة، ولا يمكن لأحد إنكار الدور الكبير الذي تقوم به لخدمة مجتمعها. وأضاف المشير: "أنا على المستوى الشخصي أقدر دور المرأة، وأعي جيدا كلام النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - عنها وأفهمه كسلوك وممارسة؛ لأن المرأة كرمها الله وأمرنا بتكريمها. واستمع المشير السيسي لأسئلة أعضاء المجلس القومي للمرأة التي دارت حول العديد من النقاط المهمة، من بينها وضع المرأة في النصوص الدستورية، وأكد السيسي أنه يحرص كل الحرص على أهمية تفعيلها خلال الفترة المقبلة. وفي رده على سؤال متعلق بعودة الأنظمة السابقة إلى الحياة السياسية مرة أخرى قال المشير: "لا عودة إلى الوراء، والشعب المصري الذي خرج في ثورتين عظيمتين لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه أو يتحكم في مصيره، خاصة بعد ما شهدته البلاد من تطور سياسي ضخم على مدى السنوات الماضية، بغض النظر عمن هو الرئيس القادم الذي لا نعرفه.. ولكن لن يستطيع أحد استدعاء ما قبل ثورة 25 يناير، ولن يسمح بذلك مهما كانت الظروف والتحديات. وأشار السيسي إلى أننا نعيش في وطن به أزمات أكبر بكثير مما يطالب به البعض، ولذلك أخاطب المرأة المصرية، التي تمثل صمام الأمان في الأسرة وأقول لها: "لإنتِ تمثلين الأم والأخت والزوجة والابنة، ومسئوليتك تجاه المجتمع كبيرة جدا، وأنتِ تشعرين بالمخاطر قبل أي شخص، وعليكِ أن تشاركي معنا في بناء هذا الوطن". وفي رده على سؤال من أحد أعضاء المجلس القومي للمرأة حول تخوف البعض من تأسيس نظام حكم شمولي غير ديمقراطي خلال الفترة المقبلة أكد السيسي أنه لا مكان للحكم الشمولي في مصر المستقبل على الإطلاق، والرأي العام هو من يقود مصر في الوقت الراهن، والحالة المصرية لن تسمح بأن يكون هناك من يقود الدولة المصرية بنظام شمولي، أو يتم إدارتها بطريقة غير ديمقراطية. وأردف: إن التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن أكبر بكثير من الأفق السياسي، والقضايا الشائكة التي يتم توجيه الشعب المصري ناحيتها، بدعم من جهات عديدة، لافتا إلى أن مسئولية الحكم ثقيلة جدا، وأمانة عظيمة يجب أن يدرك الجميع قدرها، فهناك الكثير من المظالم والمشكلات، والقضايا التي تعترض طريق أبناء 90 مليون مواطن مصري في الفترة الحالية. وأكد المشير أن الخطاب الديني يحتاج إلى مراجعة كبيرة حتى تنفض الإشكاليات الخاصة به، ولا يصل بنا الحال إلى ما وصل إليه الوضع الآن؛حيث نجد الآن من يحاول حرق برج كهرباء، أو اقتحام مستشفى، أو القتل والقيام بأعمال عنف باسم الدين، مؤكدا أن الخطاب الديني السائد خلال الفترة الماضية تقاطع مع العصر، وهذا لم يحدث في مصر فقط، ولكن في دول عديدة داخل المنطقة العربية وخارجها. ودعا المشير المصريين بالاصطفاف، وأن يكون مستوى الوعي والمعرفة لديهم على قدر مواجهة التحديات التي تقف في وجه الوطن، مؤكدا أن الشعب المصري يحتاج إلى العمل بروح واحدة نحو التقدم والتنمية؛ لأن المرحلة الراهنة تحتاج إلى رؤية حقيقية، وأن يعي المواطن خلالها جيدا، ماذا يمكنه أن يقدم لوطنه، في ظل الكم الهائل من التحديات التي تواجهنا، في التعليم والصحة والاقتصاد. وكشف المشير عن حاجة مصر لمبالغ مالية تترواح من 3 إلى 4 تريليون جنيه، لحل مشكلاتها في الوقت الراهن، وهذا لن يتحقق بجهود شخص بمفرده على الإطلاق، ولكن من خلال العمل الجماعي والتعاون المشترك، والإنتاج من أجل مستقبل مصر، مؤكدا أن بلادنا تواجه تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة. من جانبه توجه الدكتور محمد نور فرحات نائب رئيس المجلس القومى للمرأة بالشكر للمشير السيسي على حرصه للقاء مع أعضاء المجلس، قائلا: " بالنيابة عن أعضاء المجلس أتوجه لكم بخالص الشكر على استقبال أعضاء المجلس، وحرصكم على الاستماع لقضايا المرأة في جوانب متعددة، سواء المتعلقة بالمساواة، أو القوانين الخاصة بالمرأة في مختلف المجالات، وثقافة التعامل معها داخل الجهاز الإداري للدولة". وأوضح نائب رئيس المجلس القومي للمرأة أن هناك تحديات كبيرة أمام الرئيس القادم في ملف المرأة، مطالبا بضرورة تطبيق النصوص الدستورية التي كفلت حقوق المرأة، وتجريم التمييز بكافة أشكاله وتشكيل مفوضية لمكافحته، وفقا لما نص عليه الدستور. من جانبها قالت مارجريت عازر عضو المجلس القومي للمرأة خلال اللقاء مع المشير السيسي: إن إصلاح كافة الأوضاع في مصر سيبدأ من التعليم، الذي يحتاج إلى جهود كبيرة لتطويره، على كافة المستويات، لبناء منظومة وعي حقيقية لدى المصريين. من ناحيته وجه الدكتور حسن سند عضو المجلس القومي للمرأة كلمة إلى المشير السيسي قائلا: "لا شك أنك تحملت مخاطرة شخصية كبيرة تحسب لك في تاريخ مصر الحديث دون شك، وأصبحت في ضمير ووجدان وعقل وقلب المواطن المصري، وأرجو أن تضع نصب عينيك 3 قضايا أساسية، وهي العدالة والمساواة والفرص المتكافئة بين أبناء الوطن، والمصريون يحبونك، ويقدرون دورك جيدا". وقالت الدكتور آمنة نصير عضو المجلس القومي للمرأة: "إن الشعب المصري عندما يحب قائده يكون مخلصا له ومستعد لأن يتحمل ويواجه الصعاب معه، فالشعب كان يدا واحدة مع الرئيس عبد الناصر، وإن شاء الله سيكون معك".