رغم أننا كنا نشكو من أن الحكومة السابقة كانت لا تستمع لعموم الناس ولا تستجيب إلا متأخرا، فإن البعض منا خرج ينتقد الجولات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء الجديد وزملاؤه الوزراء. صحيح أن مهمة رئيس الحكومة - أي حكومة - تتجاوز الزيارات الميدانية سواء المفاجئة أو غير المفاجئة والمرتبة، ولكن تلك الزيارات توفر لرئيس الحكومة والوزراء رؤية الواقع عن قرب والإلمام بتفاصيلها وإدراك متاعب الناس بشكل أفضل من الاكتفاء بقراءة التقارير في المكاتب المغلقة. والأهم من ذلك كله أن هذه الزيارات الميدانية لا تمنح للمسئولين فقط متابعة أداء المسئولين الأصغر في القطاعات المختلفة، وإنما هي تشعر المواطنين بأن مسئوليهم الحاليين يهتمون بهم ويكترثون بهمومهم وحريصون على حل مشاكلهم. إن أحد أسباب التمادي في الإضرابات والاعتصامات الفئوية هو عدم تواصل المسئولين مع المشاركين في هذه الإضرابات والاعتصامات.. رأينا ذلك في إضرابات الأطباء والصيادلة وغير ذلك.. بينما الزيارات الميدانية التي يقوم بها محلب وعدد من الوزراء الآن توفر هذا التواصل مع العاملين في قطاعات ومرافق ومنشآت وشركات شتى.. الناس في بر مصر يطلبون أولًا الاهتمام بهم من المسئولين ويمكنهم الانتظار والسكوت على مطالبهم إذا شعروا بصدق هذا الاهتمام.