على طريقة الهجوم خير وسيلة للدفاع، بادرت حكومة المهندس إبراهيم محلب بالقيام بزيارات مفاجئة لتصدير صورة للرأى العام بأنها تعمل منذ الدقائق الأولى فى الشارع، بعيداً عن المكاتب والغرف المغلقة، الأمر الذى خلق حالة من الجدل حول مدى جدية تلك الزيارات أم أنها تهدف فقط ل«الشو الإعلامى». المهندس إبراهيم محلب على رأس من اتبع هذا النهج، حيث قام بزيارة مفاجئة لمحطة مترو سعد زغلول، وأخرى لقسم شرطة دار السلام بخلاف زيارتيه المفاجئتين لكمين شرطة بكورنيش النيل، ولمجمع استهلاكى بشارع قصر العينى، كما قام اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بزيارة مفاجئة لمحافظة السويس، ومن قبلها لشوارع وميادين الجيزة، بالإضافة إلى قيام الدكتور خالد حنفى، وزير التموين، بزيارة سوق «سليمان جوهر» بالدقى، وزيارة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لمستشفى الدعاة بمصر الجديدة. الدكتور حسام الشنشورى، أستاذ علم الإدارة بجامعة برستون الأمريكية، أكد أن الزيارات المفاجئة التى يقوم بها المسئولون مهمة، ليس فقط للكشف عن قصور ما ومعاقبة صاحبه، إنما أيضاً لإثابة المتقن لعمله والاحتفاء به، موضحاً أن هذا النهج تفتقر إليه مؤسسات الدولة على مدار العقود الماضية، فلم نكن نرى المدان يعاقب ولا المتقن لعمله يثاب. وينتقد «الشنشورى» بعض جولات المسئولين المفاجئة التى تهدف ل«الشو الإعلامى»، حيث تكون مصحوبة بأسطول من الكاميرات، وتحاول التركيز على المسئول أكثر من إبراز نتائج الزيارة، مؤكداً أنه إذا توافرت الإرادة الحقيقية للمسئول وامتلك الصلاحيات والقرار ستكون زياراته المفاجئة وغيرها من الأدوات الرقابية مفيدة، خاصةً لو تم تطبيق ذلك على كل القطاعات ولا يكون هناك من هو فوق القانون. الشعب لا يهمه رؤية صور المسئولين وهى تنشر فى وسائل الإعلام، إنما ينتظر فقط أن تتحسن أوضاعه المعيشية، بحسب كلام الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، مؤكداً أن رئيس الحكومة الحالى معروف عنه أن نشاطه ميدانى، ويجد فى تلك الأساليب سبيلاً لإنجاز الأعمال. وأضاف «نافعة» أن المواطن الآن يتعجل تحسين أوضاعه، لذلك يقوم بعقد مقارنات بين أداء الحكومتين الحالية والسابقة، وإذا اكتشف أن زيارات المسئولين المفاجئة لا تأتى بنتيجة ملموسة سيشعر أنها محاولة إعلامية لتسويق الحكومة بشكل مختلف، وسيزداد احتقاره للسلطة.