من بين الجوانب الإيجابية التى ظهرت فى أداء الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور هشام قنديل, الزيارات المفاجئة من جانب رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، وفى مقدمتهم وزيرا الداخلية والصحة إلى عدد من المستشفيات مثل القصر العينى وأقسام شرطة بولاق وكوبرى القبة وإمبابة وغيرها.. هذه القضية لها من وجهة نظرى العديد من الجوانب الإيجابية من بينها ما قاله د. قنديل نفسه: إن جولاته المفاجئة فى الشارع لا يهدف بها «المنظرة» أو حب الظهور الإعلامى على حد قوله، بل يهدف من تلك الجولات التعرف على هموم المواطن على أرض الواقع -وهنا أقول لرئيس الحكومة: أفلحت لو حققت هذا الهدف. وأنا من جانبى مضطر لتصديق رئيس الحكومة ولن أكذب ما قاله حتى يثبت لى العكس.. ولكن هناك العديد من الملاحظات المهمة تتعلق بهذا الموضوع فى مقدمتها ضرورة أن تظل بالفعل زيارات مفاجئة ولا يعلم بها إلا عدد قليل من المحيطين برئيس الحكومة أو الوزير حتى لا ينتقل خبر الزيارة إلى الجهة التى ستتم زيارتها، وكلنا يعلم أن نقل خبر حاليًا يمكن أن يحدث فى مدة لا تتجاوز ال (فيمتو ثانية) – على طريقة عالمنا الكبير أحمد زويل - . فى هذا السياق أعلن اختلافى مع رئيس الحكومة والذى أعلن هذا الأسبوع أنه سوف يصطحب معه القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة أثناء تلك الزيارات, وأنا أعتقد أن قنديل لو فعل ذلك لارتكب خطأً كبيراً يفقد تلك الزيارات أهميتها وجدواها ويجعلها لا تحقق الهدف منها لأنه كلما اتسعت دائرة الإعلام حول الزيارة أعطى ذلك فرصة للجهة التى ستتم زيارتها بتصويب أوضاعها وترتيب أوراقها بأسرع وقت ممكن.. وكلنا يعلم أنه سيكون هناك محاولات فعلية لإبلاغ قيادات تلك الجهة بموعد الزيارة قبل حدوثها بساعات بهدف تحقيق أى استفادة من تلك الجهة عامة أو قياداتها بصفة شخصية لمن يقوم بالإبلاغ عن الموعد مسبقًا. ولذلك أقترح أن تتم الاستعانة بكاميرات التليفزيون الرسمى فقط – دون الفضائيات- لتسجيل ونقل وقائع الزيارة على الطبيعة ويتم إمداد الفضائيات بتلك المادة المصورة لإذاعتها على شاشاتها, وبهذا يتحقق الهدف من الزيارة وهو التعرف على هموم المواطن البسيط على أرض الواقع – كما قال رئيس الوزراء. وأتمنى ألا يقتصر أمر تلك الزيارات المفاجئة على رئيس الحكومة أو عدد محدود من الوزراء فقط حتى تحقق الهدف منها. ولذلك أطالب أن يقوم جميع المسئولين فى الدولة بما فيهم الرئيس محمد مرسى نفسه وكل الوزراء والمحافظين ورؤساء المصالح الحكومية وغيرها بمثل هذه الزيارات, والتى أتصور أنه لو أحسن استغلالها لساهمت بشكل فاعل فى تحقيق الانضباط داخل الجهات العامة والحكومية, كما أنها ستمنح الدولة فرصة لمكافأة المنضبطين والمسئولين الذين يحرصون على تقديم الخدمات للمواطن بكل سهولة ويسر ودون تعقيدات الروتين الحكومى الممل, وستعطى الفرصة أيضًا لمعاقبة ومحاسبة المقصرين فى أداء أعمالهم والذين لا يراعون الله فى معاملة المواطن الراغب فى الحصول على الخدمة داخل تلك الجهات. إن هذه خطوة إيجابية أتمنى أن نبنى عليها ونبحث عن وسائل جادة لتفعليها – بعيدًا عن الشو الإعلامى والمنظرة - لتحقيق أقصى استفادة منها لصالح المواطن البسيط الذى عانى الكثير والكثير طوال سنوات عهد النظام السابق وحان الوقت ليحصل على حقه المسلوب ليحظى بمعاملة إنسانية وكريمة مثل كل شعوب العالم.