سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة إسرائيلية.. عودة العلاقات بين القاهرة وموسكو تمثل خطرا على تل أبيب.. سفير إسرائيل الأسبق بالقاهرة: العلاقات مع روسيا تجلب الكثير من المكاسب لمصر.. وواشنطن أضاعت الفرصة.. وأدارت ظهرها للقاهرة
زيارة وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى روسيا وعودة العلاقات بين القاهرةوموسكو بعثت الكثير من التساؤلات والرعب داخل الإدارة الأمريكية وإسرائيل خوفا من تغير وجهة مصر المقبلة من واشنطن إلى موسكو. وعلق السفير الإسرائيلي الأسبق بالقاهرة "تسفي مازئيل" على الزيارة بأن العلاقات الحميمية التي نشأت بين القاهرةوموسكو تمثل خطرا على إسرائيل والغرب معا، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تضغط على مصر لتثبت أنها تريد إقامة نظام ديمقراطي، وذلك الضغط ما جعل القاهرة تقيم علاقات مع الدولة الأوربية الأقل تقديرا للديمقراطية. وأشار مازئيل خلال الدراسة التي أعدها ونشرها المركز الأورشليمي للدراسات والأبحاث إلى أن شراء مصر للأسلحة من روسيا مثل الطائرات الحربية والأسلحة بقيمة ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار تعيد العلاقات الحميمية بين الدولتين وأن ذلك سوف يحدث بإرسال خبراء روس لمصر مرة أخرى لتقديم الاستشارات والخبرات. وقال السفير الأسبق، أنه وعلى الرغم من علاقات موسكووالقاهرة قد لا تعود لازدهار الستينيات والسبعينيات ولكن من المؤكد أنه سيكون هناك وجود روسي في مصر ربما ذلك على حساب الخبراء الأمريكان الذين يقدمون المشورة لمصر ضمن المعونة الأمريكية السنوية المقدرة ب1.2 مليار دولار، فضلًا عن أنه بات مؤكدًا إرسال ضباط وفنيين مصريين إلى موسكو لدراسة التكنولوجيا الروسية، وترجيح دعوة الروس لأفراد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للتدريب في موسكو مثلما حدث في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ورأى مازئيل أنه كان بإمكان الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تدرب وتعلم مصر والأجهزة الأمنية بها على مدى فترة طويلة سبل الوصول إلى الديمقراطية ولكن الفرصة ضاعت، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ ثمانينات القرن الماضي دربت آلاف الضباط المصريين ومن بينهم وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، الذين انفتحوا على سبل الديمقراطية والليبرالية الأمريكية. واستطرد مازئيل بأن العلاقات مع روسيا سوف تجلب الكثير من المكاسب وتفتح العديد من المجالات من بينها جلب السياح الروس لمصر بالإضافة إلى أنها ستكون المصدر الرئيسي للحبوب، حيث أن مصر من كبريات الدول استيرادا للقمح وروسيا من أولى الدول المصدرة له، إضافة إلى تعزيز القاهرة لبرنامجها النووي من خلال موسكو. وأضاف مازئيل أنه وعلى الرغم من إعلان مصر بأن الزيارة إلى روسيا لن تفسد العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وأن سياسة مصر هي الاحتفاظ بالعلاقات مع جميع الدول؛ إلا أن زيارة السيسي لروسيا تعكس حدوث شرخ في العلاقات بين القاهرةوواشنطن، مشيرا إلى أن رفض الإدارة الأمريكية للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي واعتقاله من قبل القوات المسلحة ومن ثم وقف المعونة الأمريكية عن مصر، من شأنه أن يدعم إقامة نظام ديمقراطي في مصر-بحسب زعمه-. وأبدى السفير السابق، استغرابه من عدم وضوح أسباب دعم الإدارة الأمريكية للرئيس المعزول محمد مرسي ونظام جماعة الإخوان على الرغم من فشله في تقديم حلول للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي باتت تعاني منها مصر، مع إصراره على وجود الإخوان في الحكم، وذلك ما جعل مصر وعلى رأسها المشير السيسي تشعر بالأضرار وصعوبة فهم موقف الإدارة الأمريكية بكامل مؤسساتها الضخمة من تغيير سياستها داخل الشرق الأوسط من خلال ضرب حليف رئيسي لها مثل مصر. ورأى مازئيل أنه مع غياب رد مناسب لتلك الأفعال لن يجد السيسي أمامه سوى روسيا للحصول على دعمها في مكافحته للإخوان المسلمين والإرهاب، بالإضافة إلى حصوله على احتياجاته من السلاح. واختتم مازئيل دراسته بأن تمويل المملكة العربية السعودية والإمارات للصفقة يمثل نوعا من الاستفزاز للولايات المتحدةالأمريكية كونهم من أقوى الحلفاء للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط وربما ذلك بسبب الكشف عن مفاوضات سرية بين واشنطن وطهران والتوقيع على اتفاق لوقف برنامج إيران النووي. ولفت إلى أنه بات واضحا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تفكك الكتلة التي ظلت موالية لها لعدة سنوات داخل منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة وتركت وراءها حلفاء بلا قيادات مثل إيران والإرهاب الإسلامي وسمحت بعودة روسيا إلى الشرق الأوسط من جديد، لافتا إلى أنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تعيد النظر في خطواتها قبل أن تقوم بها.