صدحت أصوات شعرية مغردة فى أمسية أدبية أقيمت ضمن فعاليات "الأسبوع الثقافى المصري" في سلطنة عُمان، والذى نظمه المكتب الثقافي بسفارة مصر فى السلطنة بالتعاون مع المكتب الإعلامى المصري تحت عنوان: "مصر عُمان الحضارة والتاريخ" . شارك فى الأمسية لفيف من الشعراء والمبدعين فى مقدمتهم الشاعرة المصرية شيرين أحمد العدوية، والشاعرة العمانية الشيماء العلوية والشاعر فهد الأغبري، وأدارت الأمسية د.سعيدة خاطر التى اكدت فى بداية الأمسية على قوة العلاقات الوثيقة بين السلطنة ومصر وما تحتويه من إرث ثقافى وحضارى ، ومن ثم عرجت فى تقديمها للشاعرة المصرية شيرين أحمد وصداقتها الوثيقة بها التى تمتد إلى عشرين عاما، فقد قامت بعمل دراسات مختلفة عن دواوينها الشعرية، مشيرة إلى نبذة من سيرة العدوية الذاتية والأدبية، وقد قامت شيرين بتقديم باقة من الورود لسعيدة خاطر، قبل أن تهدى ورودا من قصائدها إلى الحضور. أولى قصائدها حملت عنوان "منك إليك" التى استخدمت فيها ياء المتكلم، مكررة فى القصيدة عبارة "آه سمي" مطعِّمة قصيدتها بالكثير من الصور الشعرية الجميلة التي انتزعتها من الطبيعة لتشكل بها تراكيب شعرية نالت إعجاب الحضور، وتقول فى مقطع من نصها "سيف المحبة هزنى فتساقط العمر القصي". كما أهدت الشاعرة المصرية قصيدتها "صباح" إلى الشهداء المصريين الذين قضوا نحبهم فى الربيع العربى الذى طال مصر، وقد ابتدأت قصيدتها بمقطع "هل ثم ضوء للصباح، دقت يدى بابا ألا أحد يرد، رد الصدى: أحد أحد"، وقد كان هنالك مساران متوازيان فى النص يمثل المسار الأول عملية التساؤل الذى تطرحه الشاعرة، حيث تكررت الصفات البشرية التى أسقطتها الشاعرة على الصباح مثل عبارة "هل ثم عقل للصباح" ، "هل ثم طفل للصباح" ، "هل ثم بنت للصباح" والمسار الآخر يمثله الواقع الذى يجيب عن التساؤلات بالنبرة الحزينة التى تستمد حزنها وبكائيتها من الواقع المؤلم الذى يعيشه الشعب المصري. وفى قصيدتها "قمع الحرير" حاولت أن تتمثل الحالة الصوفية فى نصها الذى كتبته بعد أن سمعت إلى أغنية سودانية صوفية و تأثرت من الحالة الشعورية وقامت بالبكاء ، وقد حشدت فى هذا النص الكثير من المصطلحات الصوفية لتطعم بها قصيدتها من أمثال:" البصيرة، الطريقة" ولكنها نسجتها فى قالب شعرى رائع ذاهبة فى ذلك إلى التنغيم الشعرى فى مقاطع القصيدة والذى يتناسب كثيرا مع الأناشيد الصوفية. كما ألقت الشاعرة العمانية الشيماء العلوية مجموعة من نصوصها بعد أن استعرضت نبذة من سيرتها الذاتية ومن ثم قرأت قصائدها التى ابتدأتها بقصيدة "فى الطريق إلى آخرى وأولي" بالإضافة إلى مجموعة من النصوص التي حلقت فيها بالكثير من الصور الشعرية الجامحة فى الخيال. وابتدأ الشاعر فهد الأغبرى نصوصه الشعرية النبطية بقصيدة وطنية فى حب الوطن والقائد مختتما إياها بقوله "إذا قالوا تخرج هالفهد من جامعة قابوس"، كما ألقى قصيدة طريفة أهداها إلى نفسه بعنوان "فى يوم ميلادي" وقصيدة أخرى ابتدأها بثلاثة أبيات باللهجة المصرية ومن ثم أكمل عليها بالأبيات النبطية التقليدية.