كان لي صديق فيلسوف بأحوال الوطن شغوف دائما ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف وكان لي معه لقاء يومي لأسمع منه بقلب لوزعي لا أشعر معه بعطش ولا جوع فله رد على كل موضوع، قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما يصبح أحد متطرفي هذا العصر صاحب شعبية غير منطقية؟!.. قال: اسمحي لي يا صغيرتي أن أخبرك بأن والده عليه رحمة الله كان يطلق عليه لقب «الدهل»!!.. ضحكنا سويا ثم قلت: ماذا يا فيلسوف عندما يذهب نقيب الصحفيين إلى لجنة الغرياني وتُمسح بكرامته الأرض كما رأينا على الهواء مباشرة؟!.. قال: ساعتها يا بنيتي أرجو ألا يتهمني أحد بأنني كنت يوما صحفيًّا!!.. قلت: أرى يا فيلسوف أنه كلما أطل علينا الرئيس مرسي تصاحبه مصيبة، إما بقرار أو تصريح أو إعلان!!.. قال: أرجوكم يا بنيتى أن تحددوا إقامته أو امنعوه من الكلام أو حتى استأصلوا حنجرته!!.. ضاحكة قلت: ماذا يا فيلسوف عندما يخرج علينا عمنا سليم العوا واهما الجماهير بأن القوى الوطنية وافقت بالإجماع على الاستفتاء على الدستور؟!.. قال: لا يسعنا يا بنيتي إلا أن نحيطه علما بأننا قوى مش وطنية!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يلقى القبض على 4 من الإخوان بحوزتهم أسلحة في طريقهم لقصر الاتحادية؟!.. قال: ساعتها يا صغيرتي لا تقولي أنهم ذهبوا للاعتداء على الثوار، بل قولي أنهم ذهبوا لحضور فرح عبده موته!! .. قلت: قل لي يا فيلسوف.. هل... وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي، أنتي أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكي أن تدعيني اليوم وغدًا لنا في الأمور أمور!!..