جاء لي أحد الإخوان من أهل الحارة وقال لي: ياجوسقي يا من تطلق النبوءات كل وقت وحين، قل لي كيف ترضون يا أهل مصر أن يحكمكم السيسي ؟ نظرت له شذرا وقلت له: وما اعتراضك عليه أيها الشاب الإخواني السيس ؟ قال وهو يستظرف: كان رئيسكم مرسي يحمل الدكتوراه والآن تستبدلونه برئيس يحمل الثانوية العامة قلت له: ليست ثانوية ولكن بكالوريوس علوم عسكرية. قال بسماجة الإخوان وغلاستهم: لا هي ثانوية عامة وقد كان فاشلا فيها. بادرته مباغتا: أنا معك السيسي معه ثانوية عامة وقد كان فاشلا فيها لذلك سنختاره رئيسا. رد بغباوة الإخواني العتيد: يا سلااام !! وما السبب؟ قلت له بتشامخ: هذا الذي تقول عنه إنه فاشل وضع جماعتكم كلها في قفص القرود ثم وضعكم في سلسلة مفاتيحه ووضعكم في جيبه الصغير بمن فيكم رئيسكم صاحب الدكتوراه وباقي دكاترتكم. قال بحسرة: كانوا طيبين ووثقوا به، ولكن هذا لا ينفي أن كيلو المانجو في عهد مرسي أرخص من كيلو البطاطس في عهد السيسي. قلت له بضجر: حاسب ياعم الحج هو مرسي كان بيشتغل رئيس ولا فكهاني؛ ثم إن الكوسة في عهد مرسي كانت منتشرة والقرع استوى. ويبدو أن الإخواني أراد أن يدخل معي في مناظرة فقال: القرضاوي قال إن السيسي لم ينفعل مع خطاب مرسي الأخير مثل انفعال باقي الجمهور. قلت للإخواني البليد: صدقكم القرضاوي وهو كذوب؛ السيسي لم ينفعل مع خطاب مرسي ولكن انفعل منه وضغطه زاد. قال: مرسي كان مسلما تقيا. قلت له وقد فاض الكيل: لاااا أنا أعتقد أنه أفضل من ذلك بل إنه أكثر شجاعة من الأنبياء كلهم. قال يتعجب: كيف ذلك؟. قلت له: كل الأنبياء كانوا يخافون الله ومرسي لا يخاف الله. امتعض الرجل وقال: مرسي كان شاطر قلت له: أنا معك في هذه بدليل أن أخت مرسي ماتت فتلقى الشاطر برقية عزاء؛ وحين حدثت أزمة صرع لمرسي استدعوا الدكتور للشاطر. ضاق صدر الإخواني وقال: سنعود للحكم مرةً أخرى. قلت له: أعرف أنكم تحاولون والريس جادليو بتاعكم قال لأبو الفتوح "إنت اللي هاتغني يامنعم" ولكن عشم إبليس في الجنة فالسيسي هو الرئيس ولا أحد غيره. قال الإخواني: وهل دخلت في علم الغيب؟ كذب المنجمون ولو صدقوا قلت له: ليست كل نبوءة تنجيما ولكنني سأقول لك نبوءتي كاملة حتى تعرفان ما سيحدث لكم. قال الأخ أو الفخ: قل ياسيدي جلست معتدلا وأنا أقول بهدوء وبطء: اسمع مني ياغلام.. جماعة الإخوان الإرهابية بالعربي الفصيح أنشأها حسن البنا وأغلقها محمد بديع ومرسي والشاطر، وسيموت قادة الجماعة في السجن، وستغتال أمريكا أحدهم ولكن وفاته ستبدو وكأنها طبيعية، والسيسي هو رئيس مصر القادم لدورتين وسيكون الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان هو أول رئيس وزراء في بداية حكم السيسي، وستقفز مصر في معدلات النمو الاقتصادي بشكل كبير، وستصبح مصر ثالث دولة في المنطقة من الناحية السياسية، وسيحدث اكتشاف لأكبر بئر بترول، وستجتمع مصر حول مشروع قومي كبير، وستعود مصر لريادة المنطقة كلها، وسيخطب السيسي في الأممالمتحدة خطبة تضعه في مصاف كبار قادة العالم، وسينوع من علاقات مصر الدولية، وسيستقبله بوتين في مطار موسكو وستتزلف إليه أمريكا، هذه هي النبوءة وخذ عندك التفصيلات. بهت الإخواني وامتقع وجهه وأخذ يزدرد ريقه ثم قال بصوت مبحوح: لن يحدث، ومصر ستنهار. قلت له باستخفاف: اسمع ياغلام للنهاية ؛ في أحد الأيام القريبة سيصاب خيرت الشاطر بأزمة قلبية ؛ وسيتم نقله لمستشفى السجن، ثم ستقيم ابنته الزهراء دعوى قضائية بطلب نقله لمستشفى قصر العيني الفرنساوي، وقبل أول جلسة للقضية يصدر الرئيس السيسي قرارا بنقل الشاطر لأحد مستشفيات القوات المسلحة، وقتها ستصدر عائلة الشاطر بيانا تعرب فيه عن امتنانها للرئيس السيسي والد كل المصريين، وسيسبب هذا البيان صدمة للإخوان وسيقولون إن هذا البيان لا شأن للشاطر به، وفي هذه الأثناء سيحدث شيء آخر داخل السجن. وهنا امتنعت عن الكلام، فأخذ الإخواني يستحثني لإكمال الحديث، فقلت له: ألست تقول إن كلامي تنجيم، فلماذا تريدني أن أستكمل النبوءة؟. تجاهل الإخواني سؤالي وأخذ يقول بتزلف: كمل النبوءة ياعم أبو يكح الجوسقي وحياة الأخوة القديمة اللي بينا. صعب على الإخواني فقلت له: هل تعرف حصان سلطان، عفوا أقصد عصام، طبعا تعرفه، عصام من داخل سجنه سيصدر قريبا - بعد انتخابات الرئاسة - بيانا يهاجم فيه الإخوان هجوما عنيفا وسيقول إن الوسط ارتكب خطأ تاريخيا بثقته في الإخوان وتحالفه معهم، وسيلقي باللائمة على أبو العلا ماضي وسيطلب من الرئيس السيسي إصدار قرار بالعفو عنه، وسيقول مبررا ذلك بأنه خدم الدولة المصرية كثيرا وأن الأجهزة السيادية الوطنية تعلم الدور الذي لعبه لمصلحة مصر، وسيطلب مساواته بحسن مالك الذي تم استبعاده من كل جرائم الإخوان باعتباره كان متعاونا مع الأجهزة؛ ولكن هل سيسكت أبو العلا ماضي. قال الأخ الإخواني: أكمل ياجوسقي قل لي وحياة أبيك ماذا سيفعل أبو العلا. قلت له: سيرسل خطابا من داخل السجن لصديقه اليساري أحمد بهاء الدين وسيطلب منه نشر الخطاب في الصحف. قال الإخواني: أسرع يا جوسقي وقل لي ماذا سيقول في الخطاب. قلت ببطء قاصدًا إغاظته: سيعترف بكل أخطائه وأخطاء حزبه وسيبدي ندمه وسيقول إنه تنكب الطريق الصحيح، وسيطلب من الشعب المصري والقوى السياسية أن تسامحه، وسيقول أيضا إنه يتحمل نتائج خطئه وسيطلب من شباب الإخوان سرعة العودة لحضن الوطن، ويبدي استعداده لإجراء محاورات تليفزيونية ليشرح أخطاء الإخوان وكيف أنه اكتشف متأخرا أن مرسي عميل وأنه كان قد خطط قبل تلاتين يونيو لاعتقال السيسي وكل قيادات الجيش، وسيقول إنه على استعداد للشهادة بذلك أمام المحكمة ليس طمعا في الخروج من السجن ولكن ليكفر عن ذنبه تجاه الوطن. رد الإخواني قائلا: وهل ستستجيب له الدولة ؟ قلت له: نعم ستستجيب وسيعترف أبو العلا بأشياء تشيب من هولها الولدان. قال الإخواني: ومن الذي سيموت داخل السجن؟ قلت له بتشامخ: اثنان سيموتان أحدهما قيادي كبير والآخر قيادي وسيط؛ ولكن أحدهما موتته ستكون مدبرة بإتقان من الأمريكان؛ أما الطامة الكبرى فهي موت محمود عزت في اليمن مقتولا بالرصاص من مجهولين. فغر الرجل فاه وقال: إن ما تقوله غريب ولكن كيف سينجح السيسي في الانتخابات؟ قلت له: سيرشح السيسي نفسه، ويترشح أمامه مجموعة، منهم شخصية عسكرية. قال الإخواني: هذه معلومة معروفة للكافة لا تحتاج خبيرا ولا منجما، لقد باتت معروفة للكافة. قلت له: انتظر هنيهة يا رجل وعلى رأي المثل لو صبر القاتل على المقتول لكان قد مات وحده، المهم أن تعرف أن الانتخابات ستنتهي بفوز السيسي من الجولة الأولى بأغلبية ساحقة، سيحصل على أكثر من خمسة وثمانين بالمائة ومن الجولة الأولى أي أنه لن تكون هناك إعادة، ويخرج الشعب في ظاهرة تاريخية مذهلة يحتفل بنجاح السيسي، الملايين ستملأ الشوارع والميادين في كل محافظات مصر وسترفع الزينة وتطلق الشماريخ وترقص وتغني وستذهل تلك الاحتفالات كل العالم. قال الإخواني بحسرة: وهل تظن أننا كإخوان سنسكت على هذه المهازل. قلت له: لا.. طبعا أعلم أنكم لن تصبروا وستتميزون من الغيظ والحزن، فإنه يشق على أنفسكم أن تروا الشعب سعيدا لذلك سترتكبون فعلا إجراميا يترتب عليه إراقة بعض الدماء ولكن ساعتها لا تلوموا إلا أنفسكم، فالشعب سيهجم على بيوتكم ويحرقها وسيقع منكم قتلى لا حصر لهم، ولكن الذي سيقتلكم هو الشعب، فقد صبر عليكم كثيرا وأعطى لكم أكثر من فرصة ولكنكم لم تنتبهوا ولم تفهموا فلا تلوموا إلا أنفسكم. قال الرجل الإخواني وهو يتصنع البرود: ولكن هل سيترككم العالم. قلت له: العالم أيها الإخواني لا يعترف إلا بالقوي ولا يؤمن إلا بمصالحه وقد رأى إرهابكم وسيقول إنكم أنتم الذين تسببتم في كل ما حدث وسيتم غلق صفحتكم تمامًا. وهنا قال الإخواني العتيد: هؤلاء الإخوان أغبياء جدًا جدًا. أصابتني الدهشة فقلت له: نعم ! أغبياء ! أخيرا اعترفت بغبائكم. قال: لا أنا اعترفت بغباء الإخوان فقط قلت له: ألست إخوانيا ؟ قال: لا طبعا عمري ما كنت إخوان أنا يا سيدي مش إخوان لكن كنت بحترمهم والآن أقر بحماقتهم، إن شاء الله يروحوا في ستين داهية، على فكرة ياعم جوسقي ممكن تشرح لي أنا ممكن أروح قطر منين.