مفكر مصري ولد في الأول من فبراير 1905، حصل على ليسانس الآداب، حصل على الدكتوراة في الفلسفة من لندن، وعمل بهيئة التدريس بكلية الآداب جامعة القاهرة. حرص الدكتور زكي نجيب محمود على المشاركة في الحياة الثقافية بمقالاته وكتبه وآرائه الناقدة للأوضاع في المجتمع وأصدر العديد من الكتب في الفلسفة والآداب منها "قصة الفلسفة اليونانية"، "شروق من الغرب"، "تجديد العقل العربي"، "الشرق الفنان"، "المنطق الوضعي وخرافة الميتافيزيقا". أشعل الدكتور زكي نجيب محمود الكثير من المعارك الفكرية وكانت رحلته الفكرية في حد ذاتها مثار جدل لدى النقاد والمفكرين، دعا خلال فترة الستينيات إلى رفض التراث بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات، ولكن ما إن بدأ الغوص في بحار التراث حتى أدرك أنه كان مخطئا في رأيه بعدما تأكد أن التراث فيه من الإيجابيات ما يمكن الاستعانة به في بناء نهضة حضارية جديدة مثل النهضة التي صنعها العرب خلال القرون الأولى للإسلام في حين كانت أوربا تعيش في نفق مظلم من الجهل والتخلف فدعا إلى الجمع بين التراث والعلم. صنفه البعض أنه مفكر علماني حين دعا إلى التفرقة بين الدين والدولة وبين السماء والأرض، ووصف الحضارة الأوربية بالحضارة العرجاء لاهتمامها بالعلم والعمل وإغفالها للجانب الروحي والديني والوجداني للإنسان. اتسم زكي نجيب محمود بشجاعة ندر أن يتسم بها أحد في مجال الفكر، وهى القدرة على الاعتراف بخطأ الفكر والاعتقاد والعمل على تصحيحه حتى ولو أدى هذا إلى اتهامه بالتناقض الفكري، خاصة حين بدأ ينتقد كتاباته السابقة بنفسه فكتب يقول (وماذا في أن أزداد تفكيرا فأتغير؟ إن المرء ليزداد بفكرته إذا ما جاءت بعد فحص شامل متعمق، لقد نقضت برأي اليوم رأي الأمس.. فماذا في ذلك؟ فبعد أن كنت مخمورا بشيء اسمه ثقافة الغرب جاءت صفحتي الجديدة لتقول ثقافة العرب مصقولة مع أصول الثقافة العربية.. لقد تمنيت لأمتي فيما سبق أن تكون قطعة من الغرب، لكنى اليوم أريد لها أن تكون أمتي هي أمتي.