بعد شهر من التكهنات والمفاوضات الصعبة أغلق باب الانتقالات الشتوية فى كل الدول الأوربية، والتى شهدت إبرام بعض الفرق الكبرى لصفقات وصفت بالمدوية، وإن تأثر الجميع وخاصة فى إسبانيا وإيطاليا بالأزمة المالية وجاءت تعاقداتها الجديدة فى نطاق محدود. وجاءت الأندية الإنجليزية على قمة الدوريات الأوربية الأكثر إنفاقا خلال سوق الانتقالات الشتوية بنحو 120 مليون جنيه استرلينى (190 مليون دولار) وهو يعد ضعف المبلغ الذى تم إنفاقه خلال نفس الفترة من العام الماضى. وبالرغم من ضخامة المبلغ إلا أنه قد يكون خادعا، حيث أشارت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية إلى أن أكثر من نصف هذا المبلغ أنفقته فرق كوينز بارك رينجرز وليفربول ونيوكاسل يونايتد. وفى الحقيقة، إن زيادة إنفاق قليل من الأندية الأوربية على تدعيم فرقها يتناقض مع دعوات التقشف التى تنتشر فى معظم الدول الأوربية، وخاصة فى ملاعب كرة القدم. ونقلت الشبكة الأمريكية عن دان جونز شريك فى مجموعة للمشروعات الرياضية تحليله لاتجاهات الإنفاق فى الدورى الإنجليزى: "هناك عدد قليل نسبيا فى الأندية الإنجليزية التى أبرمت صفقات فى الانتقالات الشتوية، حيث أبرمت ثلاثة أندية فقط ما قيمته أكثر من نصف إجمالى الانتقالات". وأضاف: "تركزت سوق الانتقالات الشتوية على الأندية التى تتنافس على بطولة الدورى وتلك التى تتصارع للهروب من الهبوط". وأشار إلى أن الأندية حاليا بحاجة إلى الملاءمة مع القواعد المالية الجديدة للاتحاد الأوربى لكرة القدم والتى تهدف إلى منع الأندية من إنفاق مبالغ طائلة تفوق قدراتها الأمر الذى قد يتسبب لها فى خسائر كبيرة فى نهاية العام. وفى السياق ذاته، ذكرت شبكة "بى بى سى" البريطانية أن الأندية البريطانية أنفقت 75 مليون جنيه إسترلينى بنسبة (62%) على اللاعبين من خارج المملكة المتحدة و25 مليون إسترلينى على لاعبين من داخل الدورى الإنجليزى الممتاز و20 مليون جنيه إسترلينى على لاعبين من الدوريات الأقل درجة. وحلت الأندية الإيطالية فى المركز الثانى ضمن أكثر الدوريات إنفاقا على الصفقات فى "الميركاتو الشتوية"، حيث أنفقت أندية الكاليتشو 70% من إجمالى ما أنفقته فرق الدورى الإنجليزى الممتاز. وكانت أبرز صفقات الدورى الإيطالى هى تلك التى أبرمها فريق ايه سى ميلان بضمه للمهاجم ماريو بالوتيلى من مانشستر سيتى وهى الصفقة التى بلغت قيمتها 19 مليون جنيه إسترلينى. وانخفض إنفاق الأندية فى فرنسا وألمانيا بشكل كبير بالمقارنة بالدورى الإنجليزى والإيطالى، حيث وقع باريس سان جيرمان عقدا لضم لاعب الوسط المهاجم لوكاس مورا من نادى سان باولو البرازيلى بمبلغ 45 مليون يورو، بالإضافة إلى ضم النجم الإنجليزى الشهير ديفيد بيكهام فى صفقة لمدة خمسة شهور، فيما تعاقد نادى انجى ماخاشكالا الروسى مع لاعب الوسط البرازيلى ويليان بيرغيس دا سيلفا /24 عاما/ من شاختار بطل أوكرانيا، مقابل صفقة بلغت 35 مليون يورو. وقال الصحفى المتخصص فى كرة القدم الإسبانية أندى ويست: "كان موسم الانتقالات الشتوية فى إسبانيا محدودا ويعكس المشاكل المالية الكبيرة فى البلاد والتى تؤثر على معظم الأندية". وكانت أكبر الانتقالات فى إسبانيا هى الصفقة التى أبرمها ريال مدريد بضم حارس مرمى أشبيلية دييجو لوبيث، بسبب إصابة حارس المرمى الأساسى ايكر كاسياس بكسر فى يده.. بينما يعد انتقال لاعب "ملقا" كان مونريال من أبرز اللاعبين الراحلين عن الدورى الإسبانى والذى انتقل للأرسنال الإنجليزى.