سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطان قابوس يستقبل 2014 بحزمة من الإنجازات لعمان.. ميزانية مالية ضخمة تتواكب مع حجم الإنفاق.. برامج لدعم الحقوق الثقافية والاجتماعية.. اهتمام بالمرأة والشباب.. وشراكة دبلوماسية فعالة عربيا ودوليا
استقبلت سلطنة عمان عام 2014 بحزمة هائلة من الإنجازات التي تبناها السلطان قابوس بن سعيد، الذي أصدر مرسوما سلطانيا للتصديق على الميزانية العامة للسنة المالية الجديدة، تراعى حجم الإنفاق المتوقع بنحو 13.5 مليار ريال (أي ما يعادل نحو 35.1 مليار دولار) مسجلة طفرة مالية هائلة وتحمل مؤشر نمو جيد مقارنة بالإنفاق المعتمد في الموازنة المنتهية والتي بلغت 12.9 مليارا. وكان مجلس الشورى العمانى، وكذلك مجلس الدولة قد أقرا مشروع الموازنة، وخلال الجلسة التي خصصها مجلس الشورى لمناقشتها أعلن درويش ابن إسماعيل البلوشي الوزير المسئول عن الشئون المالية نائب رئيس مجلس الشئون المالية وموارد الطاقة، أن الاقتصاد الوطني يسير بخطى ثابتة نحو مزيد من النمو، كما تتعزز قدراته في مواجهة التطورات الخارجية في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الاقتصاد العمانى ظل يواصل أداءه الجيد رغم البيئة العالمية غير المواتية، إذ ارتفع معدل نموه بالأسعار الثابتة من (3.1 %) عام 2011 إلى (5 %) في السنة الماضية، ومن المتوقع أن يحافظ على هذا المستوى نتيجة تنفيذ إستراتيجية التنمية المستدامة. على جانب آخر، ذكر تقرير لمجلس الشورى، أن التكاليف الإضافية الناتجة من تطبيق الجدول الموحد للرواتب تتراوح ما بين (800 – 900) مليون ريال ويسهم ذلك الجدول في مواصلة تنفيذ السياسات الرامية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.. وبالنسبة لميزانية السنة المنصرمة فإن إجمالي الإيرادات قد زاد بنسبة 27 % عن ميزانية 2012. كما ارتفعت العائدات غير النفطية بنسبة 13 %، أما الزيادة في الإنفاق فقد بلغت نحو 22 % نتيجة الاستمرار في تنفيذ عدد كبير من المشروعات الإنتاجية والخدمية العملاقة، ومنها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومنطقة صحار الصناعية، كما شملت الموانئ والمطارات والطرق والاتصالات والسياحة. أمل في المستقبل على ضوء ذلك استقبل الشعب العمانى الشقيق، مطلع السنة الجديدة بابتسامة تفاؤل وأمل في المستقبل، ويؤكد المحللون السياسيون أن سلطنة عُمان ستواصل على مدى شهورها تنفيذ سياساتها التي تستهدف دعم الجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار والسلام الإقليمى والعالمى. على الصعيد الوطنى، وبداية من مطلع العام الجاري، بدأ سريان مرسوم سلطاني أصدره السلطان قابوس، ونص على إصدار جدول جديد موحد للدرجات والرواتب يؤدى تطبيقه إلى حدوث زيادات كبيرة في الأجور، خاصة بالنسبة للشباب من حديثى التعيين، مع تحقيق المساواة التامة بين كل الحاصلين على نفس الدرجات العلمية، وكذلك ما بين شاغلى الوظائف المتشابهة في مختلف الوزارات والهيئات مع مراعاة مدد الخدمة والخبرة، نتيجة لذلك سادت الفرحة العارمة، جميع محافظات السلطنة بعد صدور المرسوم الذي يعد مبادرة إنسانية جديدة في إطار المواقف التي تعبر عن التوجهات الأساسية الثابتة لكل السياسات الحكومية التي يتم تنفيذها منذ مطلع عقد السبعينات من القرن الماضى والتي تعتبر رعاية الإنسان هي الهدف الأساسى لجميع الخطط والإستراتيجيات. برامج تنمية كما يستعد أبناء الشعب العمانى، لمواصلة برامج التنمية الشاملة ويمكن رصد الكثير من المشاهد والخطوات الإيجابية. على صعيد مواصلة مسيرة الشورى والمشاركة شهد العام الماضى تشكيل المجالس البلدية في محافظات السلطنة وذلك في ضوء نتائج الانتخابات التي جرت خلال ديسمبر من العام 2012، وشارك فيها 1475 مرشحا ومرشحة منهم 46 امرأة. وتوفر المجالس البلدية آليات جديدة لتوسيع نطاق مشاركة المواطنين، في جهود التنمية وصنع قراراتها، وبذلك يتكامل دورها مع المهام التي يضطلع بها مجلس عُمان الذي يضم مجلسى الدولة والشورى والتي تسهم في مواصلة تفعيل السياسات التي تستهدف ترسيخ المبادئ والمفاهيم التي تقوم عليها دولة المؤسسات. جهد دبلوماسي مشهود شهد العام الماضي حضورا دبلوماسيا قويا للسلطنة على صعيد العلاقات السياسية والدبلوماسية، واتسمت هذه الجهود بالكثير من الأهمية نظرا لتحرك عمان خليجيا وعربيا وعالميا، وعلى نحو حظي بتقدير وإشادة العديد من الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيزه فرص السلام والاستقرار في منطقة الخليج والأمة العربية وتمهيد الطريق للتغلب على مشكلات جذرية تهدد الأمن الإقليمى للمنطقة. ويعد السلطان قابوس أول قائد عربي وعالمى يزور طهران بعد فوز الدكتور حسن روحاني في انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو الماضي، على خلفية ذلك واصلت السلطنة متابعة تبنى المواقف الثابتة التي تستهدف مواصلة مد جسور من العلاقات الإيجابية مع الدول وفقا لمبادئ الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وتعزيز فرص التعاون وحسن الجوار لتعزيز المصالح المشتركة والمتبادلة. كما قام بزيارات للسلطنة الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وأمير قطر، وملك الأردن، وديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، وماريو مونتي رئيس وزراء ايطاليا، والدكتور اكليل ظنين رئيس جمهورية القمر، وكذلك نائب رئيس جمهورية البرازيل وعدد من كبار المسئولين من الدول الشقيقة والصديقة. تأهيل الشباب خلال جولة السلطان قابوس في الولايات في شهر يناير الماضى أعلن عن إنشاء "كلية الأجيال" في ولاية "بهلا" لتأهيل الشباب في مجال الحرف التقليدية والصناعات الحرفية، كما أعلن عن إنشاء " صندوق الرفد " الذي تتجمع فيه مختلف مصادر دعم الشباب، وذلك لتمكينهم من تطوير مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة وقد بدأ الصندوق باعتماد 70 مليون ريال، على أن يتم تزويده بسبعة ملايين ريال كل عام تضاف إلى رأس المال، كما تم إنشاء الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. على صعيد آخر، أبدى السلطان قابوس خلال ترؤسه اجتماعا عقده مجلس الوزراء مؤخرًا ارتياحه للجهود التي تبذلها الحكومة لتنفيذ الخطط والبرامج الهادفة، وتعزيز مجالات التنمية الشاملة ببعديها الاقتصادي والاجتماعي، من أجل إحداث طفرة نوعية وكمية في تنويع مصادر الدخل. وشدد على أهمية مواصلة العمل، لتيسير المناخ الاستثماري، والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية وصولًا إلى التنوع الاقتصادي المنشود وهو ما يتطلب تضافر كل الجهود لإثراء تجربة السلطنة في العديد من الميادين. وخلال شهر ديسمبر الماضى، تم تكريم الفائزين بجائزة السلطان قابوس، للعمل التطوعي في دورتها الثالثة والتي تهدف إلى ترسيخ ونشر ثقافة العمل التطوعي وإبراز أهميته في خدمة الأسرة والمجتمع، وإبراز دور الجمعيات والمؤسسات الأهلية التطوعية، باعتبارها شريكًا أساسيًا في التنمية الاجتماعية الشاملة والمستدامة وزيادة روح التنافس البناء لخدمة المجتمع وتفعيل أوجه التعاون بين الجمعيات والمؤسسات الأهلية التطوعية والحكومية. جوائز دولية وعلى الصعيد الدولى، فاز كل من مشروع "استغلال الغابات الوطنية الحكومية" في بولندا ومشروع "صندوق الحياة البرية المهددة بالزوال" في جنوب أفريقيا بجائزة السلطان قابوس ل"صون البيئة"، وتم تسليم الجائزة في احتفالية واكبت افتتاح المنتدى العالمي للعلوم الذي عقد في "ريو دي جانيرو" عاصمة البرازيل، وتعتبر أول جائزة عربية يتم تقديمها على المستوى العالمي في مجال حماية البيئة من أجل تشجيع الجهود الرامية إلى التوصل لحلول علمية للأزمات والمشاكل البيئية، التي يعانيها كوكب الأرض، وقد كرمت الجائزة منذ تأسيسها العديد من العلماء، والمؤسسات في أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا اللاتينية تقديرا لمبادراتهم التي ركزت معظمها على المواقع المسجلة على لائحة حماية التراث العالمي والمحميات الطبيعية.