الاتحاد الأوربي يعلن عن تقديم مساعدة بقيمة 147 مليون يورو إلى ضحايا الحرب في سوريا. من جانب آخر نفت دمشق اتهامات لندن لها حول مسئوليتها عن وفاة الطبيب البريطاني عباس خان شاه، معتبرة أنه قام بنشاطات "غير مسموحة". أعلن الاتحاد الأوربي (اليوم الأربعاء) عن تقديم مساعدة بقيمة 147 مليون يورو إلى ضحايا الحرب في سوريا وهو المبلغ الأكبر الذي يقدمه حتى الآن. ويعتبر الاتحاد الأوربي المانح الأول لسوريا في محنتها وسيوزع المبلغ على ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، هي المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) وقالت المفوضة المكلفة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوربي كريستالينا جورجييفا بعد أن وقعت العقود مع وكالات الأممالمتحدة الثلاث في بروكسل: "إنها من أكبر العقود التي توقع بين الاتحاد الأوربي ووكالات تابعة للأمم المتحدة". كما قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي ارثارين كوزان إن "الوضع يتفاقم من دون انقطاع ومستمر في التدهور"، موضحة أن عدد الأشخاص الذين باتوا بحاجة إلى مساعدة وصل إلى عشرة ملايين. وسيقدم الاتحاد الأوربي 63 مليون يورو إلى المفوضية العليا للاجئين لمساعدة النازحين في سوريا واللاجئين في لبنان والأردن وتركيا والعراق. أما برنامج الأغذية العالمي الذي يقدم قسائم وحصصًا غذائية للنازحين واللاجئين، فسيحصل على 61 مليون يورو، في حين أن منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة ستحصل على 25 مليون يورو لإنفاقها في مخيمات اللاجئين لتحسين الأوضاع الصحية فيها وتأمين الوصول إلى المياه النظيفة. ودعت جورجييفا الدول الأوربية إلى "تعزيز الضغوط على كل أطراف النزاع" لتسهيل عمل الفرق الإنسانية التي لا تستطيع الوصول إلى مناطق النزاع. من جانبه شدد رئيس المفوضية الأوربية جوزيه مانويل باروزو على أن دول الاتحاد التي تعاني من أزمة مالية خانقة "غير قادرة على تحمل كامل مسئولية" الدعم المطلوب لسوريا، داعيًا أعضاء المجتمع الدولي وبينها دول الخليج "للقيام بأكثر وهي قادرة على ذلك". وكانت الأممالمتحدة وجهت الإثنين نداء إلى المجتمع الدولي طالبت فيه بمبلغ 6.5 مليارات دولار لمساعدة ضحايا الحرب في سوريا لعام 2014، بعد أن كانت طلبت 4.4 مليار دولار لعام 2013. وتقضي برامجها للمساعدات الإنسانية "بتقديم المساعدة لأكثر من 16 مليون شخص في سوريا ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا". قضية الطبيب البريطاني تتفاعل من جانب آخر أعلنت وزارة الخارجية السورية الأربعاء أن الطبيب البريطاني الذي توفي أثناء احتجازه، كان موقوفًا لقيامه بنشاطات "غير مسموحة"، وأنه انتحر "شنقا" في السجن، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا). وقالت الوكالة الحكومية إن "وزارة الخارجية والمغتربين استدعت بعد ظهر الأربعاء ممثل السفارة التشيكية في دمشق بصفته مسئول قسم رعاية مصالح بريطانيا في سوريا، وسلمته تقرير خبرة طبية ثلاثية حول وفاة "المواطن البريطاني عباس خان شاه الذي كان قد دخل الأراضي السورية بشكل غير مشروع وقام بنشاطات غير مسموحة". وأشارت إلى أنه بحسب التقرير، فإن سبب الوفاة كان "الاختناق بالشنق، وأن عملية الشنق كانت ذاتية أي أن من قام بها هو الشخص نفسه بقصد الانتحار". وأضافت "لا يوجد على صدر الجثة ولا بالدراسة الشعاعية أي آثار لعنف أو شدة أو مقاومة". وكان وزير بريطاني قد اتهم دمشق الثلاثاء بأنها اغتالت "عمليًا" الطبيب البالغ من العمر 32 عامًا، والذي كان محتجزًا لدى السلطات السورية منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، فيما كان يعالج طوعًا جرحى مدنيين سوريين. كما حمل المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات مسئولية مقتل خان، مرجحًا أن يكون قد قضى "تحت التعذيب". ع.غ/ أ.ح (آ ف ب) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل