رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم السبت، أن قيام الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي باحتواء إيران، إنما يمثل الخيار الأقل فظاعة. وذكرت الصحيفة - في مقال لها نشرته على موقعها الإلكتروني - أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذكر، في مدحه غير المناسب للاتفاق النووي الأخير بين إيران والسداسية الدولية، أنه لأول مرة منذ نحو عقد من الزمان، أمكننا وقف تقدم البرنامج النووي الإيراني". وقالت، مع ذلك "إنه لو كان المجتمع الدولي نجح في وقف البرنامج النووي الإيراني عقب وقت قصير من الغزو الأمريكي للعراق، لما كان مضطرا الآن للسعي لإبرام اتفاقيات لوقفه، في وقت يعمل فيه ما يقرب من 10 آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في طهران". وأضافت "إن السبب من وراء انزعاج المجتمع الدولي من البرنامج النووي الإيراني هو غموض النظام الإيراني في اتخاذ قراراته؛ وهو مخيف في دوافعه (وهو ما يقاس بلغته الخطابية الحماسية) وهمجي في سلوكياته". واستشهدت الصحيفة في هذا السياق بقول كينيث بولاك من معهد بروكينجز أن البرنامج النووي الإيراني أظهر، حتى الآن، أنه أكثر فائدة للولايات المتحدة عن فائدته لإيران، وذلك بسبب العقوبات والمخاوف التي نتجت عن البرنامج جعلت إيران أكثر انعزالا وضعفا وفقرا فضلا عن انقساماتها الداخلية التي فاقت أي وقت مضى منذ أن باتت خصما للولايات المتحدة في عام 1979". وأضاف بولاك - في كتابه، الذي صدر قبل عدة أشهر من ابرام اتفاق جنيف ( ما لايمكن تصوره: إيران والقنبلة والإستراتيجية الأمريكية):" أن إمكانية تمخض البرنامج النووي الإيراني عن تشجيع السعودية لأن تحذو حذو إيران ربما يكون اقوى سبب يدفع إيران لأن توقف مثل هذا النوع من التسليح". وأردف بولاك يقول:" إنه نظرا لإصرار إيران على عدم التخلي عن جميع عمليات التخصيب، فإنها ستحتفظ على الأقل بقدرة الاختراق- وتتمثل في القدرة على إنتاج القنبلة النووية في غضون بضعة أشهر أو حتى أسابيع- ومن هنا تتجلى الحاجة إلى وضع خطة بإحتواء جاد وعدواني لإيران". وفي السياق ذاته، قالت (واشنطن بوست) إنه لن توجد أي مخالفات دستورية إذا ما قرر الكونجرس الأمريكي التراجع عن تخفيف العقوبات ضد إيران والتصويت لإقرار عقوبات اشد على إيران، مشيرة إلى أن أوباما لازال المسئول الأول ولكنه ليس المسئول الاوحد.