ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية أنه رغم استنكار باكستان المتكرر للضربات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار على أراضيها، فإن مسئولين بارزين بالحكومة الباكستانية دعموا سرا هذه الضربات وتلقوا بشكل روتيني معلومات موجزة بشأنها وحول أعداد القتلى والمصابين التي تخلفها، وذلك حسبما كشفت وثائق بالغة السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ومذكرات دبلوماسية باكستانية حصلت عليها الصحيفة. وقالت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، أن هذه الوثائق تصف عشرات الهجمات التي شنتها طائرات امريكية بدون طيار في المناطق القبلية الباكستانية وتضمنت خرائط إضافة إلى صور جوية لمنشآت مستهدفة قبل وبعد قصفها على مدى اربع سنوات من اواخر عام 2007 وحتى اواخر 2011، وهي الفترة التي ارتفعت فيها كثافة ضربات الطائرات بدون طيار بشكل كبير. وأشارت الصحيفة إلى أن موافقة باكستان الضمنية على ضربات الطائرات الامريكية بدون طيار ظلت أحد اسرار الأمن الوطني التي يصعب مع الوقت الابقاء عليها في واشنطن وإسلام اباد. غير أن الوثائق السرية التي حصلت عليها الصحيفة تكشف الطبيعة الصريحة لترتيب سري تم الاتفاق عليه بين الدولتين في وقت لم تكن أي منهما على استعداد للاعتراف بشكل علني بوجود برنامج الطائرات بدون طيار. وتسرد الوثائق تفاصيل ما لا يقل عن 65 ضربة في باكستان وصفت بأنها كانت "مدى بحث" بين البلدين، لاسيما مع عقد اجتماعات في سفارة باكستانبواشنطن أو إرسال وثائق مباشرة إلى مسؤولين بارزين في إسلام اباد. ووفقا للواشنطن بوست، تعمل هذه الوثائق السرية بمثابة جدول زمني مفصل لبرنامج الطائرات بدون طيار ل"سي آي ايه"، حيث ترصد تطورها من حملة تستهدف قائمة قصيرة نسبيا من عناصر بارزة بتنظيم القاعدة إلى هجمات جوية ذات نطاق اوسع ضد مجموعات مسلحة لا ترتبط بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. ومنذ عام 2004 قتل ما بين 2000 و4700 شخص بحسب تقديرات مختلفة، بينهم مئات المدنيين في أكثر من 300 غارة شنتها طائرات أمريكية بدون طيار على المناطق القبلية في شمال غربي باكستان.