يعد الكذب من أكثر السلوكيات الاجتماعية سوءً، ودائما تخاف الأمهات من إصابة أبنائهم بهذه الآفة، خاصة وإن الأطفال اعتادوا فى سن صغيرة اختلاق المواقف والقصص، وهو ما يزرع الخوف فى قلوب الأمهات. ويؤكد الدكتور هشام عبد الرحمن أخصائى الطب النفسى للأطفال أن الكذب عند الأطفال يبدأ فى سن مبكرة، فمن سن شهور يمكن أن يكذب الطفل، وذلك باستعمال البكاء للحصول على ما يريد، ومن خلال الابتسامة للحصول على ابتسامة من الأم بالمقابل، والذى يمكن أن نعتبره نوع من أنواع التحايل والكذب. وكثير من الآباء لديهم خلط بين الكذب واللعب التخيلى، والخيال الجامح للأطفال، حيث تعتبر الألعاب التخيلية هامة بالنسبة للطفل وشىء محمود لأنها جزء من تطوره النفسى والذاتى، ولكنه ليس كذبًا. والطفل يميز طوال الوقت بين الخيال والواقع، ولكن نحن من لا نميز إن كان ما يقول خيال أو واقع طالما نحن لا نسمعه أو لا نتناقش معه فى أى سن، فأحيانا الطفل يبعث لنا برسالة عن طريق قصة من خياله، ويكون المهم المغزى وليس القصة، فكل أم أو أب يجب أن يبحث عن السبب والمغزى من كذب طفله، أو من خيال الطفل لأن له معنى، فنحن من نقرر متى يبدأ أطفالنا الكذب من تفاعلنا معه ومدى احتوائنا له، وكذلك من ردود أفعالنا تجاه ما يقترفونه من أخطاء. وكلما نجلس مع الطفل أكثر ونسمعه أكثر بهدوء وبدون مقاطعة، وعصبية كلما كان طفل أو المراهق، أكثر ارتياحا ويتكلم أكثر بكل صراحة . ولكن الهجوم سيجعل الطفل يهرب بالكذب حتى يصبح عادة، والقدوة الحسنة من الأساسيات من ظاهرة الكذب لدى الطفل فيجب أولًا أن نعطيه المثل الجيد بحيث ألا نكذب أمامه. أما إذا وقعنا فى المشكلة وكان ابننا يكذب فلابد أولا أن نذهب إلى متخصص لوضع برنامج لتعديل السلوك بالاشتراك مع الأب والأم. ثانيا الاستماع بهدوء كما شرحت سلفا، وثالثا أن نكون قدوة حسنة بعدم الكذب. وبالنسبة للعقاب فهناك وسيلة تثمين ما يحب فمثلا: قطعة حلوى = 3 نجوم، شراء لعبة جديدة = 20 نجمة والتثمين حسب درجة حبه للأشياء. عمل قوائم عبارة عن أوراق معلقة على الثلاجة أو الحوض أو باب الغرفة أو جانب السرير مكتوب على كل منها ما يحب وعدد النجوم المطلوب تحصيلها. لا يجب أن يُعطى الطفل أى من الأشياء التى تم تثمينها والتى يحبها إلا بالمقابل وهو الحصول على عدد النجوم المطلوبة. عندما يقول الحقيقة يوضع للطفل نجمة فى القائمة التى يريد الحصول عليها. عندما يكذب الطفل يتم حذف نجمة أو نجمتين على حسب المخالفة التى ارتكبها، لا يجب التنازل مطلقًا والتسامح فى وضع النجوم أو حذفها أو إعطاء شىء من الأشياء التى تم تثمينها. من المؤكد أن الطفل فى الأيام والأسابيع الأولى سيتجاهل تمامًا هذا النظام ولكن الإصرار وعدم حصول الطفل على ما يريد مطلقًا سيقنعه أن الموضوع جاد جدًا.