ابنى كذَّاب

لماذا يكذب طفلى؟ ومن أين اكتسب تلك العادة السيئة؟ سؤالان يحيران الكثير من الأمهات، وقبل أن نضع اللوم على الطفل لابد لنا كآباء أن نراقب سلوكنا. فالطفل يسمعنا نكذب، وعلى سبيل المثال: إذا سألك طفلك هل الإبرة تؤلم؟ وأجبت بلا فسيصدقك لأنك أمه وبالنسبة له أنت مثال الصدق، لكن عند إحساسه بألم الإبرة سيعرف أنك كنت تكذبين عليه وبمجرد أن يصل لتلك النتيجة سيكون تعلم كيف يقول كذبته الأولى. وحتى نخلص أبناءنا من تلك العادة السيئة علينا أن نعرف أنواع الكذب عند الأطفال.
الكذب خوفاً من العقاب أو ما نسميه (الكذب الوقائى)، هو من أكثر الأنواع انتشاراً عند الأطفال خاصة فوق سن السادسة ويكون سببه المعاملة القاسية والعقاب الشديد بالإضافة إلى عدم اتفاق الوالدين على طريقة واحدة فى التربية، فالأب يشد والأم تلين فيتفن الطفل فى اختراع الكذبة تلو الأخرى لينجو من العقاب.
(كذب الالتباس).. الطفل هنا لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال، فكثيراً ما يسمع حكاية أو يرى حلماً فى نومه ثم يقصه كأنه حدث بالفعل ومثل هذا ليس كذباً بالمعنى المعروف، بل يزول من تلقاء نفسه كلما ازدادت خبرات الطفل بالعمر. (الكذب الادعائى).. يلجأ إليه الطفل عندما يسيطر عليه شعور بالنقص فنجده يتحدث عن نفسه وصفاته ومغامراته، ويدعى ملكيته للعب وأدوات كثيرة، وربما يكون محروماً منها تماماً.
ويكون السبب فى هذا النوع من الكذب قسوة الأهل وإسرافها فى قمع الطفل، أو أنه محروم من حنان وعطف ورعاية أسرته. وحتى نستطيع أن نعالج كذب الطفل علينا أن نعرف الباعث الحقيقى لكذبه، ونشعره بحبنا وعطفنا وذلك إشباع حاجاته النفسية ونبصره بأهمية الأمانة والصدق فيما يقوله ويفعله، وعلينا ألا نسهل للطفل الإفلات بكذبة دون أن نشعره ونفهمه أنه قد كذب، لأن نجاح الولد فى الكذب يشجعه على المزيد.
وأخيراً إذا اعتاد الطفل الكذب كنمط مستمر فى سلوكه وأقواله يجب استشارة الطبيب النفسى لأنه سوف يساعد الأبناء على فهم أسباب هذا السلوك المرضى وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.