كشف استطلاع للرأى أجراه معهد "أوبنيون واي" لصالح "الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية" (ليكرا) أن غالبية الشعب الفرنسي يعتقدون أن العنصرية قد تزايدت في البلاد على مدى السنوات الثلاثين الماضية خاصة تجاه المنحدرين من دول شمال أفريقيا. وأشار الاستطلاع الذي نشرت نتائجه اليوم صحيفة "لوباريزيان" اليومية إلى أنه بعد ثلاثين عاما على الخطوات الأولى من أجل تحقيق المساواة والحد من العنصرية، فإن الغالبية العظمى من الفرنسيين يشعرون بأن ظاهرة كراهية الأجانب اكتسبت أرضا، حيث رأى ستة من بين كل عشرة فرنسيين أن العنصرية تزايدت على مدى السنوات الثلاثين الماضية، فيما أعتبر 10 بالمائه أن تلك الظاهرة "تقلصت إلى حد ما"، و31٪ لم يعبروا عن رأى محدد. ونقلت الصحيفة عن آلان ياكوفيتش رئيس الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية قوله أنه وفقا لنتائج الاستطلاع الجيد فإن 68٪ من الفرنسيين أعتبروا أنه يصعب على من ينحدرون من أصول من شمال أفريقيا اليوم أن يعيشوا في فرنسا. وأضافت "لو باريزيان" أنه وفقا لهذه الدراسة، فإن 61٪ من الفرنسيين يعتقدون أنه من الصعب أن يعيش المسلمون حاليا في فرنسا، بالمقارنة مع عام 1983. وأرجع رئيس الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية أن هذا الأمر "يرجع إلى العديد من الأحداث مثل 11 سبتمبر والعواقب المترتبة على الإرهاب الذي ارتكبه أقلية صغيرة من الإسلاميين"، مضيفا أنه في فرنسا، فإن المسلمين "هم أولى ضحايا الإسلام الراديكالي". وبحسب الاستطلاع نفسه، يرى 36٪ ممن شاركوا فيه "صعوبة في أن تكون يهوديا" وتعيش على الأراضي الفرنسية، مما يعكس أيضا ارتفاع ظاهرة معاداة السامية بحسب ما أكده آلان ياكوبوفيتش. وأرجع رئيس الرابطة الدولية تزايد ظاهرة العنصرية إلى الأزمة المالية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها فرنسا حاليا. وجرى الاستطلاع يومى 2 و3 أكتوبر الجارى على عينة عشوائية تضم 1003 فرنسيين ممن تزيد أعمارهم عن 18 سنة.