سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الجهاديون الغربيون».. تحدِّ جديد لصورة المسلمين في الغرب.. سوريا «قبلة جديدة للجهاديين».. أوربيون ينضمون لصفوف حركة الشباب الصومالية.. وخبراء يحمّلون الإعلام والمجتمع المسلم مسئولية التشدد والتطرف
عادت قضية التطرف في أوساط الشباب المسلم الذي نشأ في الغرب أو المتحولين للإسلام لتصدر اهتمام الإعلام في أعقاب حادث نيروبي والأنباء عن سفر شباب من أوربا للجهاد في سوريا الأمر الذي يمثل تحديا جديدا أمام مسلمي الغرب. اعتاد المحللون السياسيون والأمنيون خلال السنوات الأخيرة على رسائل الفيديو المنتشرة عبر الإنترنت لشباب غربي أو عربي نشأ في الغرب، يحمل السلاح ويدعو للجهاد سواء في أفغانستان أو سوريا ويعبر عن رفضه لسياسات الدول الغربية التي نشأ فيها. وجاء الهجوم الأخير على المركز التجاري في العاصمة الكينية نيروبي ليسلط الضوء من جديد على ظاهرة انضمام شباب غربي وعربي نشأ في أوربا وأمريكا ، لجماعات جهادية ومشاركتهم في أعمال مسلحة في أماكن مختلفة من العالم. ففي أعقاب الهجوم خرج الرئيس الكيني أوهوران كينياتا ليكشف عن وجود معلومات استخباراتية تشير إلى إمكانية تورط أمريكيين وامرأة بريطانية في الهجوم في الوقت الذي تزيد فيه التكهنات بشأن صلة الشابة البريطانية سامانثا ليويت، أرملة أحد منفذي هجمات لندن عام 2005 والملقبة ب "الأرملة البيضاء" بالهجوم. سوريا.. قبلة جديدة للجهاديين وتزامن حادث نيروبي مع زيادة الجدل في أوربا حول المخاطر المحتملة ممن يطلق عليهم "الجهاديين الغربيين" العائدين من سوريا، وتشير بيانات السلطات الألمانية إلى وجود ما بين 40 إلى 150 ألمانيا يقومون ب"الجهاد" في سوريا، وكشف رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية، هانز جيورج ماسن مؤخرا عن عودة نحو 20 من المجاهدين إلى ألمانيا محذرا من إمكانية أن يقوموا بشن هجمات في البلاد. في الوقت نفسه تشير بيانات السلطات الأمريكية إلى وجود نحو 500 شخص قادم من الاتحاد الأوربي، بين المجاهدين الغربيين في سوريا، من بينهم عدد من المهاجرين والأوربيين الذين اعتنقوا الإسلام. وترجع الاستخبارات الألمانية إقبال الجهاديين الغربيين وتحديدا الألمان على السفر إلى سوريا لعدة أسباب من بينها سهولة الوصول إلى هناك عن طريق تركيا التي يمكنهم دخولها دون تأشيرة ومن ثم الانتقال إلى الحدود السورية على العكس من صعوبة الوصول إلى دول أخرى مثل أفغانستان أو باكستان على سبيل المثال. ويرفض خبير العلوم الإسلامية في هامبورغ ألبريشت ميتزغر تضخيم الحديث حول المخاطر المحتملة للجهاديين الغربيين عند عودتهم إلى بلادهم ويقول في حوار مع DW إن "الواقع يوضح أن معظم الهجمات التي وقعت حتى الآن لم تحمل توقيع هؤلاء الجهاديين تحديدا لكنه يؤكد في الوقت نفسه على أهمية القوانين الموجودة في ألمانيا والخاصة بتوقيع عقوبات على من يثبت تورطه في معسكرات تدريبية في الخارج بالإضافة إلى وضعهم تحت المراقبة تحسبا لأي مخاطر محتملة". مسئولية مشتركة للإعلام والمجتمع المسلم وتثير ظاهرة انضمام شباب عربي، نشأ في أوربا أو أمريكا، لجماعات متطرفة وتنفيذهم لهجمات في البلاد التي نشئوا بها، الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب التي تدفعهم لذلك، ويرى الكاتب والمدون الألماني المنحدر من أصول تركية، ارين جوفرسين أن معظم هؤلاء الشباب صغار السن لا يعلمون الكثير عن دينهم ولا يجدون العروض المناسبة من المساجد وبالتالي يكون البديل في الرسائل المتطرفة التي يسهل الوصول إليها عبر الإنترنت. ويضيف الكاتب المعني بشئون المسلمين في الغرب في حوار مع DW أن الإعلام الغربي يتحمل أيضا مسئولية وصول هؤلاء الشباب لدرجة التطرف من خلال الصورة التي تميل للسلبية في عرضه للإسلام مما يجعل هؤلاء الشباب يشعرون بأنهم غير مقبولين في الدول التي يعيشون فيها. ووفقا للمركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي في لندن فإن عشرات الأوربيين والأمريكيين انضموا لصفوف ميليشيات الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، معظمهم من أصول صومالية مهاجرة لكن بعضهم من أصول غربية. أوربيون في صفوف حركة الشباب الصومالية ولم يكن الكشف عن وجود عناصر أوربية في صفوف ميليشيات حركة الشباب الصومالية مفاجأة للخبراء بحسب ما يقول ميتزغر: "انتماء عناصر أوربية للحركة كان معروفا.. معظم هؤلاء من الأوربيين الذين تحولوا للإسلام أو ممن لهم خلفيات مهاجرة". وتزيد هذه الأحداث من المناقشات الإعلامية حول الإسلام ووضع المسلمين في الغرب وتحديدا قضية تطرف المتحولين للإسلام، ويلمس جوفرسين تأثير هذه المناقشات على المواطن الغربي وتحديدا الألماني ويقول: "الكثيرون يتأثرون بما يقدمه الإعلام ويميلون لتصديق الصورة السلبية عن الإسلام". ولا يعتقد ميتزغر أن الأحداث الأخيرة ستزيد من النظرة السلبية عن المسلمين بشكل عام لكنها ستعمل على تأكيدها، أما جوفرسين فيرى أن الصورة ستزداد تدهورا خاصة مع تركيز الإعلام على ربط هذه التصرفات المتطرفة بالمسلمين. لكن جوفرسين يرى أن تغيير هذه الصورة ليس بالمسألة المستحيلة ويقول: "عندما يلمس المواطن الغربي الجوانب الإيجابية في شخصية زميله في العمل أو جاره المسلم فهو يدرك بالطبع أنه لا يمكن تعميم الصورة السلبية على جميع المسلمين". كان جوفرسين قد دعا إلى إقامة مؤتمر عن الإسلام في ألمانيا للمسلمين أنفسهم لفتح باب الحوار بين الطوائف والمنظمات الإسلامية المختلفة كفكرة مكملة لمؤتمر الإسلام الذي يشارك فيه الساسة وممثلو الروابط الإسلامية. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل