الدنيا أضيق من خرم إبرة .. المصريين اتعودا يقولوا العبارة دى لما بيتفرقوا عن بعض وبتلهيهم الحياة وهمومها ومشاغلها ومشاكلها وبيرجعوا يتقابلوا من تانى بعد ما يظنوا كل الظن إنهم مش حيتقابلوا من تانى ولما بيتقابلوا بيقولوا سبحان الله الدنيا مهما كبرت صغيرة. والمثل ده مش بينضرب هنا وبس بيضربوه أو بيقولوه المصريين فى وقت الضيق والشدة بتلاقى المخنوق والمشنوق من رقبته بطلبات لا قبل له بها قاعد يفضفض مع صاحبه ويقول له: أنا شايفها ضاقت عليا أوى وبقت أضيق من خرم الإبرة مش راضية توسع شوية وصاحبه يرد عليه ويقول له: وحد الله ما ضاقت إلا اما فرجت ربك كريم بكره توسع خلى عشمك فى ربنا كبير. ونعم بالله فأجمل ما فى المصريين هو التذرع بالصبر والعشم فى كرم الله ورحمته الواسعة. المصريون اتعودوا دايما يقولوا على المسرف المبذر أبو إيد مخرومة أو ده إيده مخرومة ويقولوا على اللى ما بيسمعش الكلام ده ودنه مخرومة بس يا ترى همه دول بس اللى عندهم شىء مخروم أو حاجة مخرومة؟ ما أظنش لأن أغلب المصريين عندهم حاجة مخرومة. الأب وأبناؤه علاقتهم ببعض مخرومة الأم وبناتها علاقتهن أيضا مخرومة، الأخ وأخوه، الأخت وشقيقتها، الزوجان معا علاقتهما مخرومة، المدرس والتلميذ الطالب الجامعى والأستاذ، الرئيس والمرءوس فى العمل، البائع والمشترى التاجر والزبون المؤجر والمستأجر، الشيخ ومريدوه، الأنبا ومقدسوه، الأصدقاء.. الأقارب.. الجيران.. الأحبة.. كل هؤلاء صارت جميعا علاقتهما مخرومة. الإعلام المرئى «المرسل» وجمهور المشاهدين "المستقبل". الإعلام المطبوع «الجريدة» والقارئ صارت علاقتهما كذلك مخرومة. الضمائر، الذمم، النفوس صارت جميعا ذات خروم وكأن الخرم قدر ومكتوب وأخيرا الإخوان والمصريون صارت علاقتهما مخرومة. لم يعد يصدق المصريون الإخوان والفجوة بينهم تتسع يوما بعد يوم وعلى الإخوان تضييقها حتى لا تتسع أكثر من ذلك وإن لم يستطيعوا تضييقها فعليهم الذهاب إلى بتاع الكاوتش يا يضيقهالهم يا يسدها علشان كده هى وسعت أوى!!