أثير الجدل حول عمل الرجل وزوجته فى نفس المجال والمكان، وإذا كان ذلك يفيد الحياة الزوجية أم يذهب بها إلى براثن الخلافات التى قد تصل إلى حد الانفصال. ولأن المرأة الآن أصبحت مضطرة للنزول إلى العمل للمساهمة فى حل الأزمات الاقتصادية التى تمر بها معظم البيوت المصرية، أصبح من الصعب بل وفى بعض الحالات من المستحيل أن تترك عملها إذا حدثت خلافات مع زوجها بشأنه حول هذه الأزمة التى تعد من الأزمات التى يصاحبها فروق فردية فى حلها، لأن هناك من يتقبل عمل زوجته معه بصدر رحب وهناك من يرفض وبشدة أن تكون زوجته معه فى نفس المكان. تقول الدكتورة منى عبدالعزيز مستشارة العلاقات الزوجية، إن الرجل الذى يعمل مع زوجته فى نفس المكان يكون فى العادة أرفع مرتبة منها لأنه لا يقبل أن تكون زوجته أفضل منه فى العمل ليستطيع أن يمارس دور القوامة فى كل الأمور. مؤكدة أن الرجل يتحسس أن تكون زوجته أفضل منه، لأن ذلك يشعره بالنقص ويقلل من مكانته أمامها على الأقل غى نطاق العمل وذلك على العكس من المرأة التى تسعد لتفوق زوجها عليها فى العمل وتعتبر نجاحه نجاحا لها أيضا. وتشير إلى أن الواقع المصرى يقود إلى أن عمل الزوجين فى مكان واحد يعنى إما أن يفترقا وإما أن يتنازل أحدهما عن الوظيفة ويبحث عن مكان آخر وفى الغالب تضحى المرأة من أجل أبنائها وتجلس فى البيت. ونادرا ما يكون الزوجين متفاهمين وهما فى نفس المكان وفى الغالب يؤثر العمل بطريقة سلبية على حياتهما لأن تواجدهما سويا يقيد الاثنين ويحد من حريتهما فى التعامل مع الآخرين وإبداء الرأى والتصرف بتلقائية. وتضيف إن التواجد المستمر للرجل وزوجته يظهر الجوانب السلبية لهما ويؤدى لانكسار الرجل إذا ما تفوقت عليه زوجته وبالتالى يسقط عليها فشله فى أنها غير مهتمة به ولا بالمنزل والأبناء. أما الدكتور" أحمد النجار " أستاذ علم الاجتماع فيقول إن عمل الزوجين فى مكان واحد ينقل خلافات المنزل للعمل والعكس، ففى العمل تحدث بعض المناقشات الحادة والانفعالات مع الزملاء فهل سيتدخل الرجل لحماية زوجته من زملائه أم ستدافع الزوجة عنه فى الأوقات الحرجة؟. مؤكدا أن الغيرة دائما تأتى من احتكاك الزوجة بزملائها أمام زوجها لأنها طبيعة الرجل الشرقى والمصرى بصفة خاصة الذى لا يطيق أن يرى زوجته تتحدث إلى رجل غيره. بينما تشير الدكتورة "ريهام سعد الله" أستاذ علم النفس إلى أن عمل الرجل مع زوجته يجعله يضع خبراته بين يديها ويفيدها كثيرا ما يساعدها على النجاح والرجل المتفهم هو الذى يسعد لتفوق زوجته فى عملها خصوصا لو كانت زوجة "ذكية" تعرف كيف توظف نجاحها فى العمل ليسبقه نجاح فى إسعاد زوجها وحسن رعاية أبنائها وتنظيم حياتها الزوجية لإسعاد نفسها وجميع من حولها فإذا فعلت ذلك قستجد زوجها يشجعها ويوليها برعايته وحمايته أما إذا فعلت العكس فسوف تدمر حياتها الزوجية وتقع تحت مقصلته التى لا ترحم فى كثير من الأحيان. أما الدكتورة "حنان رضوان" طبيبة أمراض نساء وولادة فتؤكد أن عمل الرجل وزوجته فى نفس المهنة يجعله يتعاطف معها لأنه يشعر بتعبها وشقائها إضافة لأنه يتعاون معها فى كل الأمور التى تخص المنزل والأولاد وهو ما يحقق قدرا كبيرا من النجاح للاثنين معا سواء بالعمل أو بالمنزل. ويبقى التأكيد على هذه الأزمة المطروحة للنقاش هى أزمة ذات حلول عديدة ووجهات نظر كثيرة والإيجاب أو الرفض يرجع إلى مدى تفهم الرجل لطبيعة عمل زوجته ومقدار ثقته بنفسه.