سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
24 قضية "إهانة الرئيس" فى 200 يوم .. صحفيون: رقم قياسى لملاحقة الصحفيين.. مكرم: دون وحدة يتمكن النظام من تكميم الأفواه.. قاسم: الرقم مؤشر على فشل النظام.. زكى: مطلوب تدخل النقابة
أبدى كتاب صحفيون ونشطاء تخوفهم على حرية التعبير والرأى، منتقدين ارتفاع عدد القضايا والبلاغات ضد صحفيين وإعلاميين وكُتاب بزعم إهانتهم الرئيس محمد مرسى فى 200 يوم بلغ 24 قضية وبلاغًا، وهو رقم قياسى لملاحقة الصحفيين، لم يبلغه أى رئيس أو ملك مصرى، منذ استحداث هذا الاتهام الفضفاض الذى نبذته كل الدول الديمقراطية فى العالم.. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان فى تقرير لها اليوم "الأحد"، تحت عنوان "جريمة إهانة الرئيس.. جريمة نظام مستبد"، وتضمن التقرير مقارنة بين عهد الرئيس محمد مرسى والذى لا يتجاوز 200 يوم، وكل رؤساء وملوك وسلاطين مصر منذ نهاية القرن ال19، مرورًا بالقرن ال20، وحتى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك. وأوضح التقرير: تصدر الرئيس محمد مرسى قائمة استخدام مادة إهانة الرئيس بلا منازع، على الرغم من قصر الفترة التى تولاها الرئيس محمد مرسى، بعدد 24 قضية وبلاغًا، وكان المركز الثانى من نصيب الملك فاروق، آخر ملوك مصر قبل الثورة، والذى حكم مصر لمدة 16عامًا، بعدد 7ملاحقات بتهمة إهانة الذات الملكية.. وجاء الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" فى المرتبة الثالثة بعدد 4قضايا ضمت 6 متهمين خلال 30 سنة من حكم مصر، ثم الخديوى عباس حلمى الثانى بعدد 3 قضايا و6 متهمين خلال فترة حكم 22عامًا. من جانبه توقع الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، أن يتمكن الحزب الحاكم من تكميم الأفواه وقتل حرية التعبير والرأى الأيام المقبلة، مسترشدًا بما حدث فى الصحف القومية ووسائل الإعلام الرسمية. وقال أحمد: لن يتغير هذا المصير الأسود للصحافة إلا إذا توحدت القوى السياسية والصحفيين، مما يؤكد الواقع عكسه، فالقوى السياسية منقسمة على نفسها، الشباب منقسم على قياداته، الأحزاب تعيش فى جزر منعزلة داخل التحالف المدنى، خلافات حول الزعامة والنجومية، بعكس ما يحدث داخل أروقة التيار الإسلامى، فلم نشهد الأيام الماضية خلافات بين السلفيين والإخوان وأحزابهم المختلفة، حتى مع وجود انشقاقات داخل الحزب إلا أن وحدة الهدف تجمعهم. وأضاف نقيب الصحفيين السابق: وعلى المستوى المهنى للصحافة، نشهد نقابة مقسمة عاجزة عن حماية الصحفيين، حتى الصحفيين مختلفين فيما بينهم، وكل هذا يصب فى خدمة النظام الحاكم. واستنكر أحمد تقرير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، موضحًا أن هذا الرقم يشير لطبيعة العلاقة بين الصحافة والنظام الحاكم، وهو مؤشر على فقدان الثقة وإحساس النظام بمعاداة الصحافة له. وأشار أحمد إلى أنه لو استمر الوضع على هذا الحال تكون النتائج كارثية، فالنظام الحاكم غير قادر على فهم أن هناك جيلًا جديدًا من الشباب مختلف عما شاهده، غير فاهم بالتحول الجذرى للمرأة المصرية الذى جعلها تقف فى طابور 8 ساعات مصرة علا حقها فا الانتخابات. ويرى الكاتب الصحفى نبيل زكى، المتحدث الرسمى لحزب التجمع، أن الإخوان لا يريدون مستقبل للصحافة المصرية لا وحرية تعبير، منتقدًا تهمة "إهانة الرئيس" والتى تحيط الرئيس بهالة مقدسة، لا تسمح لأحد بانتقاده. وقال زكى: هذه التهمة تذكرنى "بالعيب فى الذات الملكية" والتى تستهدف إجهاض المعارضة، وضرب حرية الرأى، وإنهاء حرية الكلمة، لافتًا إلى أن 24 قضية وبلاغًا بتهمة إهانة الرئيس محمد مرسى فى 200 يوم، فضيحة كبيرة للنظام الحاكم، تستوجب تدخل النقابة. وأضاف: على نقابة الصحفيين أن تتحرك فورًا، ضد محاولة النظام بقمع رجال الصحافة، عليها أن تدعو لجمعية عمومية طارئة تأخذ فيها مواقف حاسمة لفضح النظام الحاكم ومحاولاته المستميتة لقمع حرية الرأى والتعبير والصحافة. أوضح الناشر المصرى هشام قاسم، أن جماعة الإخوان لن تستطيع قمع الصحافة المصرية مهما حدث، ولن يتراجع الصحفيون والشعب المصرى عن حرية الرأى والتعبير التى دفع فيها كل ثمين وغالٍ. وقال قاسم:" 24 قضية وبلاغًا بتهمة إهانة الرئيس محمد مرسى فى 200 يوم "عيب كيبر فى حق النظام الحاكم ودليل على فشله فى إدارة البلاد رافض النقد والرأى الآخر المعارض لرأيه. وتابع: لو تحول ال 24 بلاغًا إلى 24 مليون بلاغ بتهمة "إهانة الرئيس" من صحفيين ومنظمات حقوق إنسان ونشطاء وكل من يمتهن الكتابة والتعبير، لن يتوقف المصريين عن نقد الرئيس أو أى مسئول يحاول تكميم الأفواه. وقال عصام الشريف، رئيس الجبهة الحرة للتغيير السلمى: الرئيس مرسى تمكن بالفعل من قمع الحريات بشكل لم يشهده عصر من قبل، يكفى أنه فى عصره تم حصار مدينة الإنتاج الإعلامى. وأوضح الشريف أن النخبة تهالكت ولم تعد تصلح للتغيير، فى حين يرفض جيل ما تحت ال40 أى سلطة فاشية أو نظام استبدادى متعجرف.