وما زال البحث مستمرًا عن خبايا وأسرار ما يجول داخل نفس وعقل المواطن المصري، الذي يعاني في هذا التوقيت من الإرهاب الذي أصبح بمثابة الشبح الذي يغشاه في المواصلات وفي الطرق وغيرها ومازال صامدًا بكل قواه أمامه، الفراعنة منذ وجودهم أثبتوا للعالم أنهم أقوياء لا يخشون أحدا ويبنون مجدهم بأيديهم، المواطن المصري مهما مر عليه الزمن سيظل دائما متماسكا وقوي الإرادة لأن نشأته لها تأثير في تشكيل عزيمته وإرادته، لقد اختار وقرر أن يحدد مصيره بيده. وعن نفسية المواطن المصري في مواجهة الإرهاب قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن الشخصية المصرية تتميز بالطابع العنيد الذي لا يتراجع عن فكره بسهولة ومهما حدث حتى لو كلفه ذلك الكثير من الخسائر. وأضاف أن أسوأ فترة مر بها الشعب هي الثمانينات والتسعينات التي توغل فيها الإرهاب واستطاع بعنده وتحديه أن ينتصر على الإرهاب وتحديه زاده إصرارًا على الإنتاج على الرغم من تضاؤل نسبة التعليم وانتشار الأمية واختفاء الحرية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. وعن المواطن في التسعينات والمواطن اليوم أكد "فرويز" أنه اختلف كثيرًا، ففي التسعينات كانت الوظائف متوفرة إلى حد ما، لم يكن هناك ضغط اقتصادي مثل الذي نعانيه الآن كان منهكًا صحيًا وتعليميًا ولكن إرادته قوية، أما اليوم فاختلفت المراحل الثقافية كثيرًا فعلى الرغم من توسع منظومة التعليم وارتفاع نسبة التعليم الجامعي الأمريكي والمصري إلا أن المستوى الثقافى في انحدار مستمر فأغلب شباب مصر يعانون من نقص الوعي الفكري والثقافي فعلى سبيل المثال شباب حركة تمرد جاهلون ثقافيا. وأضاف "فرويز" أن المصدر الوحيد لتلقي المعلومات اليوم لم يعد سوى من خلال الشاشة المرئية التي استطاعت وبجدارة أن تتحكم في عقول المصريين وعلي مذهبها يتوجه المصريون، لذا لابد على الإعلام في الفترة المقبلة أن يسعى إلى لعب دور مهم في تشكيل رؤية المصريين نحو الإنتاج وبناء المستقبل كما أنه يستطيع أن يوجه الشعب إلى محاربة الإرهاب مثلما فعل في الفترة السابقة ورأينا المصريين هم من يتصدون إلى مظاهرات الإخوان كل جمعة. وأشار "فرويز" إلى أن المصريين الآن في مرحلة تحد صريح للذات، تؤكد أن المصري عنيد ويبحث عن ذاته دائما، متماسك وقوي الإرادة ولكن متردد في بعض الأوقات. وكشف "فرويز" أن الشعب يبحث عما يعرف بالهدف القومي، أي هدف آخر غير الفريق عبد الفتاح السيسي ففي يونيو الماضي استطاع السيسي أن يجمع الشعب حوله مثلما كان يفعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عندما جمع الشعب على هدف تأميم القناة والسد العالي، المصريون يبحثون عن قشة يتعلق بها الغريق كما يقولون فعن السيسي خرج يغني وعن الرئيس عدلي منصور اعتبروه غير موجود ولكن بعد خطابه الذي التزم فيه بمطالب الشعب توجه إليه على أنه المنقذ ورحب بخطابه واستطاع أن يلفت الانتباه إليه ويسحب السجادة من تحت السيسي. وأكد "فرويز" أن المصريين يبحثون عن هدف قومي جديد الآن هذا الهدف يجعلهم يتحدون الإرهاب ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي الهدف هو بناء مستقبل قوي لمصر القوية، فالأمل دائما ما يحرك الشعب. وأضاف فرويز، أن المواطن لم يندم على ثورة 25 يناير وعلى خروجه مناديًا بسقوط نظام فاسد استمر لسنوات طوال ولكنه يندم على تداعيات الثورة والمسار الخاطئ الذي تحركت إليه.