فتح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ثغرة في الحائط السياسي اللبناني المسدود من خلال مبادرته التي طرحها أمس في كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتغييب الإمام موسى الصدرورفيقيه. وتنظر الأوساط الساسية اللبنانية إلى هذه المبادرة كونها خارطة طريق حوارية في وقت تتصاعد المخاوف على لبنان من ترددات الأزمة السورية مع العد العكسي للضربة الأمريكية المحتملة. وبطرحه المبادرة أثار بري تساؤلات واسعة عما إذا كانت عناصرها قد خضعت لمشاورات مسبقة مع حلفائه أم أنه أرادها مبادرة ذاتية من شأنها أن تطلق في الساعات المقبلة ردود فعل يمكن على أساسها تبين حظوظ نجاحها وملاقاة المبادرات المتعاقبة التي سبقه إليها الرئيس ميشال سليمان أو تلقى أصداء سلبية بما يعني استمرار الوضع في دائرة المراوحة. وكان بري قد اقترح في كلمته على الرئيس سليمان خارطة طريق "للتنصل من الوضع المتراكم والمتفاقم" وذلك بالشروع فورا بحوار يستمر 5 أيام متصلة يتضمن جدول أعماله شكل الحكومة وبيانها الوزاري ومنح الجيش حقه في تطويع 5 آلاف جندي جديد لإنقاذ البقاع وطرابلس وكامل الحدود الشمالية من فوضى السلاح والمسلحين وإخراج التداخل اللبناني من الوضع السوري وإعادة الحوار إلى قانون الانتخاب وبحث الإستراتيجية الوطنية للدفاع. واعتبر بري أن كل سلاح خارج سياق سلاح الجيش والمقاومة على الحدود مرفوض، الأمر الذي أثار ردودا سلبية فورية من جانب قوى 14 آذار.