فاجئتنا إثيوبيا كعادتها ببيان هزلي تكيل فيه مزاعم باطلة ضد مصر ويبدو أن الصبر المصري جعلها تتمادى في الكذب، تعودنا كل فترة تواجهنا إثيوبيا بأزمات عندها داخلية، وتقوم باتخاذ عدو ليس له وجود في الحقيقة، وتبدأ تثرثر عن إنها دولة مستهدفة سواء من دول الجوار أو الدول التي لا تجاوره، مثلما تفعل معنا فمصر دولة بعيدة جدًا على إثيوبيا وهي تتبع منطق الطلاق الجغرافي.. ولأن مصر دولة كبيرة تحاول جر شكلها بكل الأشكال وتحاول إلقاء أزماتها الداخلية على المحيط الخارجي.. وليست صدفة تلك المكالمة وزير خارجية العدو الإسرائيلي ووزير خارجية إثيوبيا قبل صدور البيان بساعات.. ثم تزامن ذلك مع تصعيد إسرائيلي ليس له أي معني أو مناسبة بزعم فتح معبر رفح من جانب واحد، ووقف تصدير الغاز، كذلك اللهجة والغاز العدائية لنتنياهو وإسرائيل التي تخشي مواجهة مصر مباشرة تسعى للحرب من خلال كحول سياسي في أديس بابا..
والحكاية أن القيادة الإثيوبية استخدمت السد كقضية سياسية خارجية تجمع حولها الشعب لتغطية مشاكلها الداخلية، وفشلها الاقتصادي وعدم جدوى سد النهضة، ومع إنتهاء السد بدأت في فتح ملف خارجي آخر وهو حصول إثيوبيا على منفذ بحري من خلال الصومال أو إريتريا وخلق صراع جديد. والأمر المؤكد أن البيان الإثيوبي يعكس ذعرًا من التواجد المصري في القرن الإفريقي. ويمثل قلبًا صارخًا للحقائق القانونية ومحاولة يائسة لتبرير انتهاكات إثيوبيا المتكررة للقانون الدولي المائي، واتفاقية المبادئ الموقعة عام 2015..
وذلك بالرفض المتكرر لأي إلزام قانوني ثم أن اتهام إثيوبيا لمصر، بعرقلة المفاوضات يتناقض تمامًا مع المادة العاشرة من إعلان المبادئ، التي تنص على إلتزام الأطراف بحل الخلافات الناشئة عن تفسير أو تطبيق الاتفاقية بالتوافق، أو من خلال آلية يتفق عليها الأطراف، ومن المعروف أن إثيوبيا هي التي رفضت كافة الآليات القانونية الملزمة التي اقترحتها مصر على مدار 15 عامًا من المفاوضات..
وقد عانينا كتيرا جدا سواء قبل إنشاء سد النهضة أو حتى بعد ما أنشأت السد، ويتهمون مصر بمحاولة احتكار مياه النيل. ونحن آخر دولة في المصب والمياه التي تأتي إلى مصر والسودان هي بقايا مياه الأمطار. كما أن البيان الإثيوبي يتجاهل تمامًا المادة الثالثة من إعلان المبادئ الخاصة بمبدأ عدم التسبب في ضرر ذي شأن، والتي تلزم إثيوبيا باتخاذ كافة التدابير المناسبة لتجنب التسبب في ضرر ذي شأن لدولتي المصب مصر والسودان..
وتطبيقا لذلك كانت الفيضانات الأخيرة في السودان نتيجة التصريف الأحادي من سد النهضة، ما يؤكد انتهاك إثيوبيا الصارخ لهذا المبدأ الأساسي. وإدعاء إثيوبيا بأن لها حقًا سياديًا مطلقًا في استخدام مياه النيل بحجة مساهمتها بنسبة 86% من مياهه يتعارض تمامًا مع المادة السابعة من الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة، بشأن قانون الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية لعام 1997.. التي تنص على التزام دول المجرى المائي بعدم التسبب في ضرر ذي شأن لدول المجرى المائي الأخرى، مع العلم بأن هذا المبدأ يعلو على أية إدعاءات بالسيادة المطلقة.
ثم إن الوصف الإثيوبي للحقوق المائية المصرية بأنها قائمة على معاهدات استعمارية يمثل تجاهلًا متعمدًا للمادة الرابعة من الاتفاقية الإطارية، التي تنص على مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول، والذي يأخذ في الاعتبار الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لدول المجرى المائي والسكان الذين يعتمدون على المجرى المائي، لأن هناك 115 مليون مصري يعتمدون كليًا على مياه النيل وهذا واقع لا يمكن تجاهله بادعاءات الاستعمار. أساطير غزة المنسية صناعة المحتوى المصري الحائرة وفي كل الأحوال فإن أي مساس بنقطة مياه من حصة مصر المائية، فستكون العواقب وخيمة على من يفعل ذلك بل وعلى من هم وراءه، أمنيا وإستراتيجيا، فلا شئ أغلى من حياة المصريين، والنيل هو شريان الحياة لمصر والمصريين. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا