قال الدكتور علاء رزق، مدير المركز الاستراتيجي للتنمية الاقتصادية، إن قضية مياه نهر النيل أصبحت من القضايا الأكثر إثارة في الوقت الحالي، خاصة بعد دخول الولاياتالمتحدة وإسرائيل إلى دول حوض النيل، مما زاد من تعقيد هذه القضية المصيرية لدول المنطقة. وأشار إلى أن إنشاء السدود في دول المنبع كان دائمًا موضوعًا للنقاش بين دول المنبع ودول المصب، بحضور المؤسسات الدولية، لكن كان من المتفق عليه أن أي مشروعات من هذا النوع ستؤثر على حصة دول المصب وقد تؤدي إلى مشكلات اقتصادية خطيرة. وأضاف رزق في تصريح خاص ل "فيتو"، أن إعلان إثيوبيا منفردة بتحويل مياه النيل الأزرق لإنشاء "سد النهضة" على أراضيها شكل خروجًا عن المألوف إقليميًا بين دول حوض النيل، حيث لم يكن من المتوقع أن يتم اتخاذ مثل هذا القرار بشكل أحادي دون التنسيق مع الدول الأخرى المعنية. وأكد رزق أنه يجب أن نكون مدركين بأن العلاقة بين دول حوض النيل وحصص المياه تم تنظيمها من خلال مجموعة من الاتفاقيات الدولية بين دول الحوض، أبرزها اتفاقيات 1902، 1929، و1959، التي تحظر التصرفات المنفردة فيما يتعلق بمياه النهر، كما أن القانون الدولي ينص على مبادئ أساسية، مثل مبدأ حسن النية في تطبيق المعاهدات الدولية، ما يعني أنه لا يجب أن تلحق أي تصرفات من دولة ما ضررًا بدول أخرى نتيجة لهذه الاتفاقيات. وأوضح رزق أن التصرف الإثيوبي في بناء سد النهضة يعارض تلك الاتفاقيات، ويخالف مبادئ القانون الدولي. وفيما يتعلق بتأثيرات سد النهضة، أشار رزق إلى أن التصريف من السد منذ افتتاحه في 9 سبتمبر الحالي تجاوز 450 مليون متر مكعب من المياه، وبلغ ذروته في الأيام الخمسة الأخيرة 750 مليون متر مكعب، قبل أن ينخفض قليلًا إلى 699 مليون متر مكعب. وأكد أن هذا التصريف يمثل أكثر من ضعف الإيراد الطبيعي للمياه في هذه الفترة من العام، مما يثبت فشل إثيوبيا في إدارة السد بشكل فني سليم، ما يهدد بحدوث كارثة إذا ما استمرت هذه الأوضاع. وتابع قائلًا: "لقد تعرضت أراضٍ زراعية ومنازل للغرق في بعض المناطق بدلتا النيل بسبب هذا التصريف، ما يثبت أن السد قد يتسبب في أضرار جسيمة لدول المصب." وأوضح رزق أن هناك آثارًا اقتصادية واجتماعية كبيرة مترتبة على تصرفات إثيوبيا جاءت كالتالي: 1. الكميات التي يتم تصريفها حاليًا من السد تتجاوز الحاجة الطبيعية ولا تستدعي فتح مفيض توشكى، ما يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الزراعة في مصر. 2. التصرفات الإثيوبية تفتقر إلى الشفافية والمسؤولية، ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي لشعوب دول المصب. 3. الفيضانات التي اجتاحت الأراضي السودانية نتيجة لتصريفات سد النهضة، والتي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الخرطوم إلى أكثر من 17 مترًا، تشكل خطورة حقيقية، وتهدد الأراضي المصرية إذا تكرر نفس السيناريو. 4. ضرورة التنسيق بين مصر والسودان وإثيوبيا في ما يتعلق بتبادل المعلومات حول عملية ملء السد وتشغيله، لضمان عدم تكرار هذه المخاطر. وأشار رزق إلى أن السد العالي في مصر يعد صمام أمان للأمن المائي المصري، حيث أن سعة التخزين الكبيرة له والتي تبلغ 162 مليار متر مكعب من المياه، تجعله قادرًا على استيعاب أي كميات إضافية من المياه دون التأثير على الأنشطة الزراعية، وأكد أنه لولا السد العالي، لكان نصف الأنشطة الزراعية في مصر قد توقفت بالفعل. وأضاف رزق إن "سد النهضة الإثيوبي، رغم كونه مصدرًا للطاقة بالنسبة لإثيوبيا، إلا أنه يظل تهديدًا كبيرًا لأمن مصر والسودان المائي، ويتطلب الأمر تحركًا حاسمًا على المستوى الدولي لإيجاد حل يعيد التوازن إلى حقوق جميع دول حوض النيل." ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا