فتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملف سد النهضة الإثيوبي من جديد بعد تصريحاته الأخيرة عبر منصة "تروث سوشيال" حول تمويل وصفه ب "الغبي" من الولاياتالمتحدة لإثيوبيا في تشييد سد النهضة، ودوره المحوري في إرساء السلام بين مصر وإثيوبيا. وتأتي تصريحات ترامب بعد إعلان مصر في ديسمبر 2023 انتهاء مسار المفاوضات مع إثيوبيا فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، بعد أكثر من عشر سنوات من التفاوض دون التوصل إلى اتفاق ملزم. ويعتبر الدور الأمريكي أساسياً في ملف سد النهضة في الذي تم البدء في التخطيط له من جانب مكتب الاستصلاح الأمريكي عام 1958 بعد أن استعانة إثيوبيا بالولاياتالمتحدة لوضع مخطط بناء عدد من المشروعات المائية على النيل الأزرق بهدف توليد الطاقة الكهرومائية إلى جانب التأثير على تدفق مياه النيل إلى دول المصب، وذلك بعد توقيع مصر اتفاقية قرض تمويل السد العالي مع الاتحاد السوفيتي. ووفقًا لخبراء فقد عمل مكتب الاستصلاح الأمريكي في إثيوبيا لمدة 8 سنوات في دراسة طبيعة النيل الأزرق، وخرج المكتب بمخطط نهائي عام 1964 يتضمن 33 مشروعًا مائيًّا على النيل الأزرق ومنها سد الحدود والذي يقع مكانه على الحدود السودانية الإثيوبية وهو نفسه موقع سد النهضة الأن، وهو ما يؤكد أن اختيار موقع سد النهضة كان أمريكيًّا منذ البداية. وكشف الدكتور عباس شراقي في تصريحات سابقة ل "فيتو" أن المخطط الأصلي لسد الحدود والمعروف الآن بسد النهضة يتضمن أن تكون سعته التخزينية 11 مليار متر مكعب، لكن مع رغبة إثيوبيا في زيادة سعة التخزين تم إدخال تعديلات على المواصفات الأمريكية للسد بزيادة ارتفاعه ليخزن 18 مليار متر مكعب قبل أن تقرر إثيوبيا رفع سعة السد لتصل إلى 74 مليار متر مكعب، وهو ما استدعى إدخال عنصر جديد في التصميم وهو سد السرج المكمل، الذي يغلق أحد الأودية المفتوحة جنوب السد وتعيق اكتمال عملية التخزين بالسعة المطلوبة. من جانبه كشف الدكتور خالد أبو زيد خبير المياه الدولي أن تصريحات الرئيس ترامب حول تمويل الولاياتالمتحدة لإثيوبيا في بناء سد النهضة ربما يأتي في سياق دعم غير مباشر قدمته الولاياتالمتحدة إلى الجاليات والمنظمات الإثيوبية في الخارج والتي كان لها دور فاعل في جمع التبرعات لبناء السد منذ البداية. وأضاف أبو زيد في تصريحات خاصة ل "فيتو" أن كافة الدول التي شاركت في تمويل سد النهضة قدمت مساعدات غير مباشرة سواء مادية أو غير مادية مكنت إثيوبيا من مواصلة طريقها نحو الانتهاء من بناء السد، مشيرًا إلى أن الاستفادة التى تربوا إليها الدول الداعمة للسد هي سياسية في المقام الأول وليس مادية أو اقتصادية. وشدد على أن تأكيد ترامب في تصريحه على مساهمة السد في خفض تدفق مياه النيل هو تأكيد صريح لخطورة السد على دولتي المصب، والتي تمتلك حصصًا تاريخية ثابتة من مياه النيل، ويؤكد أيضًا على صحة الدراسات الفنية التي أجرتها اللجان المشتركة بين مصر وإثيوبيا والسودان والتي حذرت من تأثير السد على تدفقات مياه النيل نحو دول المصب في سنوات الجفاف والجفاف الممتد إلى جانب زيادة نسبة البخر في حالة تشغيل السد على مناسيب مرتفعة. وأكد أن سد النهضة لم يلق بآثار واضحة على تدفق مياه النيل إلى مصر حتى الآن بسبب تجاوز الأمطار على حوض النيل الأزرق وحوض النيل الأبيض الحدود المعتادة، حيث منعت الوفرة المائية في تصرفات النهر خلال السنوات الماضية من الآثار السلبية للسد، مشيرًا إلى أنه من الصعب التنبؤ بحالة الأمطار وتدفق المياه خلال السنوات المقبلة خاصة وأن حوض النيل يشهد طوال تاريخه فترات وفرة وأخرى تشهد جفافا قصيرا أو ممتدا، وهو ما سيشكل التحدى الحقيقي أمام دول المصب في حال حدوثه، ويدعو إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم ونهائي مع إثيوبيا فيما يتعلق بحالات الجفاف والجفاف الممتد. وأشار أبو زيد خلال حديثه مع فيتو إلى الدور الأمريكي الذي لعبه الرئيس ترامب في محاولة حل مسألة سد النهضة بعد جولة مفاوضات برعاية وزارة الخزانة الأمريكية جرت وقائعها في واشنطن نهاية عام 2019 والتي انتهت مع بداية عام 2020 بالوصول إلى مسودة اتفاق نهائي بين مصر والسودان وإثيوبيا، وقعت عليها مصر بالأحرف الأولى، لكن انسحبت إثيوبيا في الجولة الأخيرة هربا من التوقيع. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا