في السادس عشر من أغسطس عام 1779، ولد السلطان مصطفى الرابع، أحد أكثر السلاطين العثمانيين إثارة للجدل في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر. من هو مصطفى الرابع ؟ كان مصطفى الرابع الابن البكر للسلطان عبد الحميد الأول، ووريث مرحلة مضطربة شهدت أولى محاولات التحديث العثماني ومحاولات مقاومته في آن واحد. وعرف مصطفى الرابع أنه السلطان الذي لم يحكم أو الذي تولى الخلافة في لحظة انفجار داخلي، قبل أن تطيح به اللحظة ذاتها سريعًا، في واحدة من أكثر الحلقات غموضًا في التاريخ العثماني المتأخر. خطورة الطريق المفروش بالمؤامرات إلى العرش بدأت فصول حكايته مع اندلاع ثورة الانكشارية على السلطان سليم الثالث، الإصلاحي الذي حاول تحديث الجيش والدولة وفق النمط الأوروبي. ولأن تلك الإصلاحات هددت الامتيازات القديمة لقوات الانكشارية، اشتعل التمرد في إسطنبول. كان مصطفى الرابع قريبًا من صفوف الانكشارية، ومتحمسًا لاستغلال اللحظة. ومع تصاعد الاحتجاجات، تدخل لصالح الثائرين، فنجحت الحركة في خلع سليم الثالث وتنصيب مصطفى الرابع خليفة جديدًا. لكن صعوده إلى الحكم لم ينه التوتر، بل فاقمه. فقد انقسمت النخبة العسكرية بين من يرى شرعية السلطان الجديد باعتباره اختيار الانكشارية، وبين من ظل وفيا لسليم الثالث، معتبرًا خلعه خروجًا على النظام السياسي المعمول به منذ قرون. وفي محاولة لتهدئة الأجواء، أبقى مصطفى الرابع على معظم الوزراء الذين نجوا من الفتنة، في إشارة إلى رغبته في الاحتفاظ بالدولة كما هي، بلا إصلاحات ولا مواجهات. لكن ذلك الاسترضاء لم ينجح في احتواء العاصفة. بعد عام وثلاثة أشهر فقط من اعتلائه العرش، تحركت قوة عسكرية بقيادة مصطفى باشا البيرقدار، أحد أشهر القادة الإصلاحيين، وكانت وجهته إسطنبول. وأعلن البيرقدار أنه قادم لتأديب المتمردين، لكنه كان يخفي هدفه الحقيقي وهو إعادة سليم الثالث إلى الحكم. وصل البيرقدار إلى العاصمة بعد خدعة بارعة تمثلت في إيهام الجميع بأنه عائد إلى ولايته في روسجوك ببلغاريا، قبل أن يفاجئ الانكشارية باقتحام مواقعهم وملاحقة قادة التمرد. جريمة القصر، ضريبة الحكم بالسيف مع تقدم قوات البيرقدار، أدرك مصطفى الرابع أن عرشه يهتز سريعًا، فلجأ إلى خطوة يائسة بإصدار أمر بإعدام اثنين من أهم رجال السلالة العثمانية، السلطان المعزول سليم الثالث، وشقيقه الشاب محمود الثاني، وذلك لضمان أنه سيبقى الرجل الوحيد المؤهّل وراثيًا للحكم. وقتل سليم الثالث بالفعل داخل القصر، وقذفت جثته إلى الخارج في مشهد صادم أراد السلطان من خلاله إرسال رسالة قوة. لكن الخطة لم تكتمل. فقد نجح أنصار سليم في تهريب محمود الثاني من داخل القصر قبل دقائق من تنفيذ الحكم، ليصبح الشاب هو الوريث الشرعي الأخير، والبديل الجاهز للعرش. ودخل البيرقدار إسطنبول، وأعاد ترتيب السلطة، وتمت الإطاحة بمصطفى الرابع والقبض عليه. وفي العام نفسه، 1808، صعد محمود الثاني إلى العرش وهو في الثالثة والعشرين، ليبدأ واحدًا من أطول وأهم العهود في التاريخ العثماني، الذي شهد نهاية الانكشارية وبداية الدولة الحديثة. أما مصطفى الرابع، فلم يمهل كثيرًا. فبعد أشهر قليلة من عزله، صدر حكم بإعدامه، لتنتهي حياته التي لم يتجاوز حكمه فيها عامًا وثلاثة أشهر وهكذا انتهى السلطان الذي صعد على أكتاف الانكشارية وسقط بنفس السرعة تحت أقدامهم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا